الجمعة، 7 مارس 2014

#فائدة نفيسة : حول آخر ساعة من يوم الجمعة هل هي 60 دقيقة المتعارف عليها أم لا ؟

السؤال : ذكر أن هناك ساعة في يوم الجمعة الدعاء فيها مستجاب ، وأن هذه الساعة تكون قبل المغرب على الرأي الأرجح ، فهل معنى الساعة هو المعنى المتعارف عليه 60 دقيقة ؟ أم أن المقصود مدة زمنية فقط ؟ وهل يصح أن أنظر إلى وقت أذان المغرب فأحسب ساعة من قبلها فأبدأ الدعاء ؟ أم أنه يلزم الجلوس بين العصر والمغرب آملاً في أن أوافق هذه الساعة ؟ .



الجواب : الحمد لله

أولاً: جاءت لفظة " ساعة " في كتاب الله تعالى ، وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي كلام الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم ، والأئمة من بعدهم ، وليس المراد بها قطعا الساعة بمعناها العرفي الحديث ، وهي " ستون دقيقة " ؛ لأن الساعة بهذا المقدار لم تكن تُعرف في زمانهم ، والساعة في وضعها الحالي لم تكن مصنوعة أصلاً ، فلا اليوم كان مقسَّماً على أربع وعشرين ساعة ، ولا الساعة كانت محسوبة بالدقائق ، بل إن معنى " الساعة " في أكثر استعمالاتها هي بمعنى " الجزء من النهار " ، أو " الجزء من الليل " ، وقد تطول أو تقصر ، بحسب السياق والمراد في استعمالها ، كما أنها تطلق تلك اللفظة على " القيامة " ، وقد جمع المعنيان في سياق واحد ، وذلك في قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ) الروم/ 55 ، فلفظة " الساعة " الأولى بمعنى : " القيامة " ، والآخر بمعنى : " الجزء من الزمان " .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
يُخبر تعالى عن يوم القيامة ، وسرعة مجيئه ، وأنه إذا قامت الساعة : ( يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ) باللّه أنهم ( مَا لَبِثُوا ) في الدنيا إلا ( سَاعَة ) ؛ وذلك اعتذار منهم ، لعله ينفعهم العذر ، واستقصار لمدة الدنيا .
" تفسير السعدي " ( ص 645 ) .
وتطلق – أيضاً – ويراد بها : " الوقت الحاضر " .
قال الفيروزآبادي – رحمه الله - :
والساعَةُ : جُزْءٌ من أجْزاءِ الجَديدَيْنِ ، والوَقْتُ الحاضِرُ ، ( والجمع ) : ساعاتٌ ، وساعٌ ، والقيامَةُ ، أو الوَقْتُ الذي تقومُ فيه القيامةُ .
" القاموس المحيط " ( ص 944 ) .
والجديدان هما : الليل والنهار .

ثانياً: بناء على ذلك يتبين أن " الساعة " المقصودة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة الجمعة ، وما يشبهه : أن المراد بها : جزء من الوقت ، وقد يقصر ذلك الجزء ، أو يطول ، ويُعرف ذلك من خلال سياق الحديث ، فساعة الاستجابة يوم الجمعة قصيرة الزمن ، ووقت ساعة الاستجابة كل ليلة أطول منه .
والأحاديث بنصوصها ، وفهمها يدلان على ذلك :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : ( فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ .
وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا ) .
رواه البخاري ( 893 ) ومسلم ( 852 ) .
وزاد مسلم في لفظ عنده ( وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ ) .
قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله - :
( بيده يقللها ) أي : يبين أنها لحظة ، لطيفة ، خفيفة ، وزاد مسلم : ( وهي ساعة خفيفة ) .
" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " ( 6 / 479 ) .
ب. عَنْ جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ) .
رواه مسلم ( 757 ) .
قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله - :
وفيه على كل وجه : إيماء إلى اتساع زمنها ، بخلاف ساعة الإجابة يوم الجمعة ، ويؤيد ذلك : أنه أشار لضيق ساعة الجمعة بقول الصحابي ( وأشار ) - أي النبي صلى الله عليه وسلم – ( بيده يقللها ) ، ولم يقل مثل ذلك في الساعة التي في الليل .
" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " ( 7 / 4 ) .
وهكذا يُعرف قصر الزمان وطوله في معنى لفظ " الساعة " ، ففي آية سورة " الروم " يدل معناها على سنوات ! ، وفي بعض الأحاديث والآثار تدل على زمان يسير جدّاً ، نحو : " فسكت ساعة " ، و " فأطرق ساعة " ، و " فلبث ساعة " ، وما يشبه ذلك من السياقات .

ثالثاً: ورد تقسيم النهار إلى اثنتي عشرة ساعة ، في حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ - يُرِيدُ : سَاعَةً - لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ) .
رواه أبو داود ( 1048 ) والنسائي ( 1389 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
والمراد بالحديث : تقسيم نهار الجمعة – من الفجر إلى الغروب – إلى اثني عشر جزءً ، حزء واحد منها هو الساعة التي يستجاب فيها الدعاء .
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله - :
وظاهر الحديث : يدل على تقسيم نهار الجمعة إلى اثنتي عشرة ساعةً ، مع طول النهار ، وقصره ، فلا يكون المراد به الساعات المعروفة من تقسيم الليل والنهار إلى أربعة وعشرين ساعة ؛ فإن ذَلِكَ يختلف باختلاف طول النهار ، وقصره .
" فتح الباري " لابن رجب ( 5 / 356 ) .

من هــــنا تبدأ الفائدة النفيسة للفضيلة الشيخ :
عبدالمحسن العباد المدرس بالمسجد النبوي :-

وقال الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله – وقد شرح الحديث فأوعب - :
وقوله : ( ثنتا عشرة ساعة )[أي في الحديث أعلاه] : يدل على أن النهار مقداره اثنتا عشرة ساعة ، ومعلوم أن النهار في اصطلاح الشرع : من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وليس من طلوع الشمس إلى غروبها ؛ ولهذا فإن صيام الأيام إنما يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والليل أيضاً اثنتا عشرة ساعة ، لكن الساعات ليست مستقرة ، ثابتة ، على طول الأيام ، وإنما هي تزيد وتنقص بطول اليوم وقصَره ، فمعنى هذا : أن الوقت من طلوع الفجر إلى غروب الشمس يقسَّم إلى اثني عشر جزءاً ، وجزء من هذه الاثني عشر هو مقدار الساعة التي جاء ذكرها في هذا الحديث ، فليست الساعة شيئاً ثابتاً في كل أيام السنَة - كما اصطلح عليه الناس في هذا الزمان ، حيث يجعلون الليل والنهار أربعاً وعشرين ساعة - ، ولكن أحياناً يصير النهار تسع ساعات والليل خمس عشرة ساعة ، وأحياناً يكون العكس ، فيجعلون مجموع اليوم أربعاً وعشرين ساعة ، ولا يكون الليل له نصفها والنهار له نصفها ، بل هذا على حسب طول الزمان وقصره ، لكن في هذا الحديث : ( النهار اثنتا عشرة ساعة ) سواءً في الشتاء ، أو في الصيف ، سواء طال النهار أو قصر ، فتقسم اليوم في كل وقت على اثنتي عشرة ساعة ، فتنقص الساعة وتزيد ، وبالتوزيع عليهما يختلف مقدار الساعة من وقت لآخر ، فمقدار الساعة في الصيف حيث يطول النهار : أطول من الساعة في الشتاء حيث يقصر النهار ، وقد كان النهار عند العرب اثنتا عشرة ساعة ، والليل اثنتا عشرة ساعة ، وقد ذكر ذلك الثعالبي في كتابه " فقه اللغة " ( ص 468 ) ، فذكر ساعات الليل ، وساعات النهار ، وأسماءها ، ولكن في تسميتها عندهم ما يدل على أن النهار يبدأ بطلوع الشمس ، وينتهي بغروبها ، ولكن في اصطلاح الشرع : النهار يبدأ بطلوع الفجر ، ولهذا سبق أن مر بنا من فقه أبي داود أنه ذكر عند غسل الجمعة : أن الإنسان إذا كان عليه جنابة واغتسل بعد طلوع الفجر يوم الجمعة : أجزأه عن غسل الجمعة ؛ لأن اليوم يبدأ بطلوع الفجر .

فعلى هذا : تكون ساعة الإجابة آخر جزء من اثنتي عشر جزءاً ، وقد تطول في الصيف ، وتقصر في الشتاء ، على حسب توزيع مجمل الساعات .

" شرح سنن أبي داود " ( شريط رقم 89 ) ، ( 6 / 244 ، 245 ) – ترقيم الشاملة - .

وأما بخصوص حديث الذهاب إلى الجمعة في الساعة الأولى ، والثانية ، إلى الخامسة ، وأجر كل واحدة منها : فيقسَّم الزمان من طلوع الشمس إلى الزوال خمسة أجزاء ، ويكون كل جزء هو المراد بالساعة ، وقد تطول مدتها عن الستين دقيقة ، وقد تقصر ، بحسب طول النهار ، وقصره ، كما سبق توضيحه ، وينظر في ذلك جواب السؤال رقم ( 60318 ) .
وفي مسألة ساعة الإجابة يوم الجمعة انظر جوابي السؤالين : ( 82609 ) و ( 21748 ) .

والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب

فائدة نفيسة : حول آخر ساعة من يوم الجمعة هل هي 60 دقيقة المتعارف عليها أم لا ؟

فائدة نفيسة : حول آخر ساعة من يوم الجمعة هل هي 60 دقيقة المتعارف عليها أم لا ؟

السؤال : ذكر أن هناك ساعة في يوم الجمعة الدعاء فيها مستجاب ، وأن هذه الساعة تكون قبل المغرب على الرأي الأرجح ، فهل معنى الساعة هو المعنى المتعارف عليه 60 دقيقة ؟ أم أن المقصود مدة زمنية فقط ؟ وهل يصح أن أنظر إلى وقت أذان المغرب فأحسب ساعة من قبلها فأبدأ الدعاء ؟ أم أنه يلزم الجلوس بين العصر والمغرب آملاً في أن أوافق هذه الساعة ؟ .



الجواب : الحمد لله

أولاً: جاءت لفظة " ساعة " في كتاب الله تعالى ، وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي كلام الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم ، والأئمة من بعدهم ، وليس المراد بها قطعا الساعة بمعناها العرفي الحديث ، وهي " ستون دقيقة " ؛ لأن الساعة بهذا المقدار لم تكن تُعرف في زمانهم ، والساعة في وضعها الحالي لم تكن مصنوعة أصلاً ، فلا اليوم كان مقسَّماً على أربع وعشرين ساعة ، ولا الساعة كانت محسوبة بالدقائق ، بل إن معنى " الساعة " في أكثر استعمالاتها هي بمعنى " الجزء من النهار " ، أو " الجزء من الليل " ، وقد تطول أو تقصر ، بحسب السياق والمراد في استعمالها ، كما أنها تطلق تلك اللفظة على " القيامة " ، وقد جمع المعنيان في سياق واحد ، وذلك في قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ) الروم/ 55 ، فلفظة " الساعة " الأولى بمعنى : " القيامة " ، والآخر بمعنى : " الجزء من الزمان " .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
يُخبر تعالى عن يوم القيامة ، وسرعة مجيئه ، وأنه إذا قامت الساعة : ( يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ) باللّه أنهم ( مَا لَبِثُوا ) في الدنيا إلا ( سَاعَة ) ؛ وذلك اعتذار منهم ، لعله ينفعهم العذر ، واستقصار لمدة الدنيا .
" تفسير السعدي " ( ص 645 ) .
وتطلق – أيضاً – ويراد بها : " الوقت الحاضر " .
قال الفيروزآبادي – رحمه الله - :
والساعَةُ : جُزْءٌ من أجْزاءِ الجَديدَيْنِ ، والوَقْتُ الحاضِرُ ، ( والجمع ) : ساعاتٌ ، وساعٌ ، والقيامَةُ ، أو الوَقْتُ الذي تقومُ فيه القيامةُ .
" القاموس المحيط " ( ص 944 ) .
والجديدان هما : الليل والنهار .

ثانياً: بناء على ذلك يتبين أن " الساعة " المقصودة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة الجمعة ، وما يشبهه : أن المراد بها : جزء من الوقت ، وقد يقصر ذلك الجزء ، أو يطول ، ويُعرف ذلك من خلال سياق الحديث ، فساعة الاستجابة يوم الجمعة قصيرة الزمن ، ووقت ساعة الاستجابة كل ليلة أطول منه .
والأحاديث بنصوصها ، وفهمها يدلان على ذلك :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ : ( فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ .
وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا ) .
رواه البخاري ( 893 ) ومسلم ( 852 ) .
وزاد مسلم في لفظ عنده ( وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ ) .
قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله - :
( بيده يقللها ) أي : يبين أنها لحظة ، لطيفة ، خفيفة ، وزاد مسلم : ( وهي ساعة خفيفة ) .
" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " ( 6 / 479 ) .
ب. عَنْ جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ) .
رواه مسلم ( 757 ) .
قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله - :
وفيه على كل وجه : إيماء إلى اتساع زمنها ، بخلاف ساعة الإجابة يوم الجمعة ، ويؤيد ذلك : أنه أشار لضيق ساعة الجمعة بقول الصحابي ( وأشار ) - أي النبي صلى الله عليه وسلم – ( بيده يقللها ) ، ولم يقل مثل ذلك في الساعة التي في الليل .
" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " ( 7 / 4 ) .
وهكذا يُعرف قصر الزمان وطوله في معنى لفظ " الساعة " ، ففي آية سورة " الروم " يدل معناها على سنوات ! ، وفي بعض الأحاديث والآثار تدل على زمان يسير جدّاً ، نحو : " فسكت ساعة " ، و " فأطرق ساعة " ، و " فلبث ساعة " ، وما يشبه ذلك من السياقات .

ثالثاً: ورد تقسيم النهار إلى اثنتي عشرة ساعة ، في حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ - يُرِيدُ : سَاعَةً - لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ) .
رواه أبو داود ( 1048 ) والنسائي ( 1389 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
والمراد بالحديث : تقسيم نهار الجمعة – من الفجر إلى الغروب – إلى اثني عشر جزءً ، حزء واحد منها هو الساعة التي يستجاب فيها الدعاء .
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله - :
وظاهر الحديث : يدل على تقسيم نهار الجمعة إلى اثنتي عشرة ساعةً ، مع طول النهار ، وقصره ، فلا يكون المراد به الساعات المعروفة من تقسيم الليل والنهار إلى أربعة وعشرين ساعة ؛ فإن ذَلِكَ يختلف باختلاف طول النهار ، وقصره .
" فتح الباري " لابن رجب ( 5 / 356 ) .

من هــــنا تبدأ الفائدة النفيسة للفضيلة الشيخ :
عبدالمحسن العباد المدرس بالمسجد النبوي :-

وقال الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله – وقد شرح الحديث فأوعب - :
وقوله : ( ثنتا عشرة ساعة )[أي في الحديث أعلاه] : يدل على أن النهار مقداره اثنتا عشرة ساعة ، ومعلوم أن النهار في اصطلاح الشرع : من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وليس من طلوع الشمس إلى غروبها ؛ ولهذا فإن صيام الأيام إنما يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والليل أيضاً اثنتا عشرة ساعة ، لكن الساعات ليست مستقرة ، ثابتة ، على طول الأيام ، وإنما هي تزيد وتنقص بطول اليوم وقصَره ، فمعنى هذا : أن الوقت من طلوع الفجر إلى غروب الشمس يقسَّم إلى اثني عشر جزءاً ، وجزء من هذه الاثني عشر هو مقدار الساعة التي جاء ذكرها في هذا الحديث ، فليست الساعة شيئاً ثابتاً في كل أيام السنَة - كما اصطلح عليه الناس في هذا الزمان ، حيث يجعلون الليل والنهار أربعاً وعشرين ساعة - ، ولكن أحياناً يصير النهار تسع ساعات والليل خمس عشرة ساعة ، وأحياناً يكون العكس ، فيجعلون مجموع اليوم أربعاً وعشرين ساعة ، ولا يكون الليل له نصفها والنهار له نصفها ، بل هذا على حسب طول الزمان وقصره ، لكن في هذا الحديث : ( النهار اثنتا عشرة ساعة ) سواءً في الشتاء ، أو في الصيف ، سواء طال النهار أو قصر ، فتقسم اليوم في كل وقت على اثنتي عشرة ساعة ، فتنقص الساعة وتزيد ، وبالتوزيع عليهما يختلف مقدار الساعة من وقت لآخر ، فمقدار الساعة في الصيف حيث يطول النهار : أطول من الساعة في الشتاء حيث يقصر النهار ، وقد كان النهار عند العرب اثنتا عشرة ساعة ، والليل اثنتا عشرة ساعة ، وقد ذكر ذلك الثعالبي في كتابه " فقه اللغة " ( ص 468 ) ، فذكر ساعات الليل ، وساعات النهار ، وأسماءها ، ولكن في تسميتها عندهم ما يدل على أن النهار يبدأ بطلوع الشمس ، وينتهي بغروبها ، ولكن في اصطلاح الشرع : النهار يبدأ بطلوع الفجر ، ولهذا سبق أن مر بنا من فقه أبي داود أنه ذكر عند غسل الجمعة : أن الإنسان إذا كان عليه جنابة واغتسل بعد طلوع الفجر يوم الجمعة : أجزأه عن غسل الجمعة ؛ لأن اليوم يبدأ بطلوع الفجر .

فعلى هذا : تكون ساعة الإجابة آخر جزء من اثنتي عشر جزءاً ، وقد تطول في الصيف ، وتقصر في الشتاء ، على حسب توزيع مجمل الساعات .

" شرح سنن أبي داود " ( شريط رقم 89 ) ، ( 6 / 244 ، 245 ) – ترقيم الشاملة - .

وأما بخصوص حديث الذهاب إلى الجمعة في الساعة الأولى ، والثانية ، إلى الخامسة ، وأجر كل واحدة منها : فيقسَّم الزمان من طلوع الشمس إلى الزوال خمسة أجزاء ، ويكون كل جزء هو المراد بالساعة ، وقد تطول مدتها عن الستين دقيقة ، وقد تقصر ، بحسب طول النهار ، وقصره ، كما سبق توضيحه ، وينظر في ذلك جواب السؤال رقم ( 60318 ) .
وفي مسألة ساعة الإجابة يوم الجمعة انظر جوابي السؤالين : ( 82609 ) و ( 21748 ) .

والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب

السبت، 8 فبراير 2014

" الحل لمشاكل المسلمين " الإمام صالح الفوزان اطال الله في عمره

" الحل لمشاكل المسلمين "

قال الشيخ الفوزان حفظه الله: الواجب على الدعاة أن يدعوا الناس إلى توحيد الله، وأن يقوموا بتبليغ هذا الدين إلى الناس ويوضحوا العقيدة على الوجه الصحيح الخالص، هذا هو الحل، فالذي يريد أن يحل مشاكل المسلمين هذا هو الحل.


ولو قام بهذا واحد مخلص لأنقذ الله به أمة من الأمم أو أجيالا من الناس، كما حصل على أيدي الدعاة المخلصين وهم أفراد، والآن هناك جماعات للدعوة وهناك إمكانيات هائلة وهناك أموال وهناك وهناك، لكن أين الآثار؟،
لو كان هناك داعية واحد يقوم على المنهج الصحيح ويدعوا إلى الله على المنهج الصحيح لحصل به النفع الكثير.


والآن كثر الدعاة وكثرت الجماعات وكثرت التنظيمات، ولكن أين الجدوى وأين الثمرة؟،
الشر يزيد، والشرك ينتشر، لأن الدعوات هذه في الغالب ليست على أساس صحيح، ولو كانت على أساس صحيح ومنهج سليم فواحد من المخلصين يكفي عن ألف داعية، كما هو معروف من سير الدعاة المصلحين السابقين. أ.هـ

( المرجع: شرح كتاب التوحيد ـ باب النهي عن سب الريح ).

الاثنين، 3 فبراير 2014

وشهد شاهدا من جنسها

خذوا الجديد
👇
سر عدم رضى الزوجة بالتعدد


بقلم / البتول الحربي



بعد طول مكابرة .. وتفحيط ونضال وجدال .. حول رفض التعدد .. ووصفه بالخيانة للأولى .. !! وعدم حفاظه على مشاعرها وعمرها الذي قضته معه .. إلخ ...
حكَّمت عقلي وقلت .. يا بنت .. مستحيل يبيح الله شئ .. وفيه ذرة من الظلم ..
ﻷن الله قال {إن الله ﻻ يظلم مثقال ذرة}

طيب .. وش هالعذاب النفسي .. اللي تحس به المرأة إذا تزوج زوجها؟!
هل الله ﻻ يعلمه ؟!
هل الله نسي أن يذكره في القرآن .. ويشير إليه ؟!
طيب .. حينما قال الله {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} .. تأملوا كلمة "ما طاب لكم" !!



فالنساء .. من الطيبات للرجال في الدنيا .. ومن ملذاتها لهم .. فشرع لهم التعدد ،. وأن يختاروا الزوجة التي يطيب خاطرهم بها .. مثنى وثﻼث ورباع .. وشرط العدل .. وعدم ترك الأولى معلقة.


هنا مقياس العدل الرباني .. الله أكبر .. لم ينس التوصية عليها {فلا تميلوا كل الميل} .. فيه ميل .. نعم .. والمقصود به المحبة القلبية .. فلا تظهرها .. ولا تجعلها تؤثر على علاقتك مع الأخرى .. لكن إعدلوا ولا تميلوا كثيراً .. حتى ﻻ تظلموا ...
هنا تحقق عدل الله .. وعدم ظلمكن أيها النساء.


أجل إيش سر الغبن والقهر .. اللي يصيبكن عند زواج أزواجكن ؟؟ !!
.. الغيرة !!!!!

إتفقنا أن الله لا يظلم .. وأن الله أباح التعدد .. وقال : " ماطاب لكم "
طيب .. أنا شايفة حتى اللي ما تحب زوجها .. وتلعن جدفه .. وتدعي عليه .. وتنكد عليه يومياً .. تغار وتموت لو يتزوج !!
معقوول؟!


أمممم .. اللي أعرفه إن الغيرة من الحب .. صح، وإلا لا ؟؟؟
إذاً هاتي مبرر غير الغيرة يا حرمة .. ما عندها طبعاً !
طيب .. فما دام التعدد يقهرك ويموتك .. ليه تباركينه لأخوك .. أو لإبنك .. وتروحي لزوجاتهم .. وتبرري له ؟!

ﻻحظي .. تراها حرمة مثلك .. وتغار!! وما نشوف القهر على وجهك .. بل البسمة تشقق وجهك .. فرحاً لهم .. لأنك عارفة إن المرأة مصدر سعادة له .. وراح تغير حياته إلى الأفضل .. إذاً ليه ماتحبي هالشئ لزوجك ؟؟!! فما دام أنك تحبينه ؛ إذاً تمني له الخير .. والرفل في النعمة .. كما تحبينها لأخوك وإبنك ...!!! وتدعين لزوجك وزوجته بالسعادة .. فالحبيب الصادق .. يتمنى السعادة للطرف الآخر .. وتحقيق أمنياته !! صح ؟؟؟

والغيرة .. تنتج من حب التملُّك والحسد .. والحسد .. يا سادة .. هو السائد بيننا نحن معاشر النساء ...!!!!!
نعم .....!!!!!

إننا نحسدكم أيها الرجال .. على حرية التعدد .. والخروج من ملل حياة .. إلى تجديد حياة .. وتلتهب قلوبنا .. أن نراكم سعداء مع غيرنا .. ونتمنى لكم ولها الموت !! ..
إذاً الحسد وما أدراكم ما الحسد هو السر ولا غيره !

قبل يومين .. ذكرت لإبنة عمي هذا الكلام .. وقالت : والله .. لا أحب زوجي .. ولا عَلَيَّ منه .. وأحب أهلي أكثر منه .. لكن حسداً مني .. ما أخليه يتزوج لو يمووت .. حلوووة يتهنا .. وينسعد .. ويعيش من جديد .. وأنا كرفوسة .. كبرت .. ولا عاد يمديني أستعيد حياتي الأولى . وقالت لها أخرى .. وأخرى .. ﻻ نحبهم ! ولكن نحسدهم !! ونموت قهر لو نشوفهم يضحكون ويتغيرون مع غيرنا .. !!

طيب .. اللي تحب زوجها .. تحب تشوفه سعيد ومبسوط ..وإلا الحب إيش ؟
غيرة .. حب تملك .. تبغينه وحدك .. وماله لك وحدك .. والعيال منك وحدك .. ولا يروح إلا معك .. ولا يجلس إلا معك .. هذا ليس إنصاف لمن حلل الله له الأربع.
المؤمنات والصالحات .. تبارك لزوجها زواجه .. حتى ولو قلبها يشتعل غيرة وحسداً .. تتغلب على قرينها وحسدها .. بذكر الله والجنة .. فالمؤمن ﻻ يحسد ويرضى بما قسم الله له .. أجل عاجبكن الوضع الحالي ؟!

خيانات .. وسقوط مع الخادمات .. وسفر للخارج .. وزواج مسيار بالدس .. وحرمان عاطفة خلف الشاشات !!
إيش فيكن أنتن ؟؟ ومكوشه على الرجال وحدك ؟؟ وهو مقتدر مالياً وصحياً .. ليه تحسدينه .. وتحسدين إمرأة غيرك تعيش معه ؟؟
تعوذي من إبليس .. وترى ربي ما ظلمك .. لكن تخلصي من حسدك .. وحب التملك عندك .. وتصيري مؤمنة حقاً ...!!!!
فوالله .. لو أعطاك الله حرية التغيير والتعدد .. لفعلت أكثر مما يفعل زوجك .. وقلت حلالي .. وحقي !!!!!!!

الخلاصة : من رأى في نفسه الميل للنساء .. فليتق الله .. وليتزوج حلاﻻ ً زﻻﻻ ً .. ﻻ يذهب للحرام .. وﻻ للمسيار .. فالمسيار زواج الرخوم والجبناء !!
وأنتِ .. إتق الله .. وكُفّي أذاك عن زوجك .. وارضي بنصيبك منه .. وأعينيه على طاعة الله .. والتقوى والعدل
{وتعاونوا على البر والتقوى}
إذاً .. في الأخير .. تأكدوا أن السر الخطير .. في المسألة كلها هو "حسد الزوجة" ..
وليس حبها لك

مقالة في الصميم يجب إرسالها للزوجات

إلى كل مواطن إماراتي

أقول:

احمد الله على النعمة التي انت فيها،
ولا تسمع للذين يسعون إلى افساد البلاد وتضيعها
ممن يحرضون على الولاة ويطعنون في العلماء لإسقاطهم؛ او يحرضون للمظاهرات او لانتقاد المسؤولين الى ان يصلوا للحاكم والدولة ويسقطوا هيبتها
واسأل نفسك:

هل جربت الهجرة لأجل البحث عن المال والوظيفة؛ كمواطني بنغلادش أو باكستان أو الهند؛ على سبيل المثال لا الحصر؟!!

هل تعاني من الخوف وعدم الإستقرار من فوضى الربيع العربي؛ أو من المحتل؛ كما يعاني إخوانك في سوريا أو فلسطين؛ مثلاً؟!!

هل جربت مرارة الجوع أنت وأبنائك؛ من عدم توفر الطعام أو الحليب؛ كما في الصومال أو أثيوبيا أو النيجر؛ مثلاً؟!!

هل مر بك يوماً منعت من الصلاة أو اشعلت النار فيك لأجل دينك أو صلاتك؛ كما هو حال إخواننا في بورما ؟!

هل جربت الضرائب؛ بأن تعمل طوال السنة والحكومة تأخذ نصف رزقك نهاية العام؛ كالانجليزي أو الفرنسي أو الامريكي أو الاستراي أو ...الخ؟!!

هل جرب أن بلدك كان أماناً؛ يوما ما، واستيقظت بلا بيت أو مؤونة؛ كما هو حال إخواننا في سوريا والعراق؛ ؟!!

هل رأيت كيف نحظى بالصحة والتعليم بالإمارات مجاناً وتدافع عنا سفاراتنا في اي مكانٍ بالعالم !

هل حملت يوماً هم تكاليف الدراسه الحكومية أو الجامعيه؛ بسبب التكلفة المادية؛ كما عليه الحال في انجلترا 14 الف دولار$ سنويا، وفرنسا و اليونان واسبانيا وسائر الدول العربية؟!!
أحبتي
مساجدنا في كل مكان، ونصلي بأمان، وبيوتنا آمنة ، الباب مفتوح، وأبنائنا يذهبون من وإلى المدرسة لوحدهم؛ ننعم بالامن والأمان - بفضل الله-سياراتنا فارهه، وبدل السيارة سيارتان أو ثلاث أمام المنزل، طعامنا مما لذ وطاب؛ يُجبى لنا من كل مكان؛ من غير مؤنة وتكلف، ستر من الله وصحة، أمن وأمان - ولله الحمد- دراستنا بالمجان، مشروع الإسكان يظمن لك بيت بأقل التكاليف.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بأكملها"


فاشكروا الله وحافظوا على هذه النعم،
وأتقوا الله في الأمن والأمان ورغد العيش وحافظوا على هذه النعم،
ولا تسمعوا للحاقدين لمن يريد تعكير صفكم، ويشق جماعتكم، ويفرق كلمتكم، ويهيج على الولاة، والدولة وذكر عيوبهم علناً، فالسمع والطاعة للولاة ليس لذاتهم إنما لأمر الله؛ قال الله تعالى:( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
هي الإمارات
بلادكم،
وهذا وطنكم،
وهذا دينكم،
جمع الله قادتها للإتحاد وألف بين قلوبهم ، فحافظو على أموالكم وأعراضكم وأمنكم
وحافظوا عليها من الفتن
ومن كل حاقد وحاسد وكذاب اشر،
وأشكروا الله تدوم لكم النعم
وادعوا لحكامنا بالتوفيق والسداد
والحمد لله رب العالمين.

الرجاء تمريرها لغيرك

اخوكم مواطن إماراتي بسيط
محب لله وللرسول ولديني وللإمارات

الخميس، 23 يناير 2014

اللقاء النادر مع زوجة العلامة المجدد الألباني رحمه الله نقلته من بعض المواقع

اللقاء النادر مع زوجة العلامة المجدد الألباني رحمه الله نقلته من بعض المواقع و هذا نص اللقاء:




لقد عرضنا على الخالة أم الفضل - حفظها الله - زوجة الشيخ الألباني أن تحدثنا عن حياة زوجها العلامة الألباني - رحمه الله - و فكرة نشر ذلك على هذا المنتدى المبارك فوافقت مشكورةً على هذا الطلب و جاءت إلى منزلنا صباح هذا اليوم . و كان هذا اللقاء :



* هل لك أن تعرفينا بهويتكِ ؟


الاسم : يسرى عبد الرحمن عابدين ( أم الفضل )


مكان الولادة : السلط - و في رواية شهادة الميلاد : القدس 1929 م- فلسطين.



حدثينا يا خالة عن نشأتكِ حتى زواجك من الشيخ رحمه الله ؟


نشأتُ في القدس في منطقة المسجد الأقصى، كان والدي يعمل بالتجارة، و لكني لا أعرفه إذ مات وكنتُ صغيرة. فرباني أخي نظمي رحمه الله.



بقيتُ في القدس حتى سنة 1948 م; ثم انتقلتُ نهائياً إلى الأردن و خطبني الشيخ - رحمه الله - في عام 1981 م و كنتُ مقيمة في منطقة ماركا الشمالية، فنقلني إلى ماركا الجنوبية التي كنت أشتهي أن أعرفَ عنها شيئاً حتى زرعني الشيخ بها رحمه الله تعالى.



تزوج الشيخ زوجته الأولى ( أم عبد الرحمن ) في دمشق و هي يوغسلافية و أنجبت منهُ عبد الرحمن، و عبد اللطيف، و عبد الرزاق و غيرهم ممن توفاه الله، ثم توفيت أم عبد الرحمن .


ثم تزوج الشيخ الثانية ( ناجية ) و هي يوغسلافية و أنجب منها تسعة ( 4 أولاد و 5 بنات ), الأولاد : عبد المصور و عبد الأعلى و محمد و عبد المهيمن. و البنات : أنيسة و آسية و سلامة و حسانة و سكينة. و تزوج الثالثة و كانت الثانية في عصمته ( حوالي سنتين ) و اسمها خديجة القادري و هي سورية و هي أخت زوجة الدكتور محمد أمين المصري رحمه الله المدرس المعروف في الجامعة الإسلامية و صديق الشيخ رحمهما الله.


أنجب الشيخ من زوجته خديجة بنتاً واحدة ( هبة الله ) ، و طلق زوجته الثانية التي كان يعيش معها في مخيم اليرموك في دمشق.


ثم هاجر مع خديجة إلى الأردن عام 1980م و أقام في عمان - ماركا الجنوبية; قرب الشيخ أحمد عطية الذي كان من أقرب الناس للشيخ آنذاك; ثم انفصل عنه و عن منهجه و تصوف ثم اعتنق دين البهائية نسأل الله العافية.


لم تلبث زوجته الثالثة خديجة فترةً يسيرةً في عمان إلا و انتقلت إلى دمشق و رفضت الإقامة في عمَّان. و بعد حوالي ستة أشهر أرسل إليها الشيخ ورقة الطلاق، و أعادت له جواز سفرهما المشترك الذي كان معها.


جاء أحمد عطية برفقة ابن عمه الشيخ جميل إلى ماركا الشمالية إلى دكان أخي في ماركا الشمالية و طلبوني منه في سنة 1981م.


و عقدنا العقد في منزل ابن عمي في ماركا. و قد سمى الشيخ نفسه المهر! إذ أعلمنا أن هذا هو الشرع أن يحدد الخاطب ما يراه ليكون مهراً لزوجته حسب قدرته فدفع مئتي دينار آنذاك. و لم يسمِّ مهراً مؤخراً إذ ليس ذلك من السُّنة. و ذهبتُ معه إلى السوق و اشترينا من المهر ذهباً غير محلّق - كونه لا يرى جواز لبس الذهب المحلّق - و اتفقنا على أن يكون الزواج بعد حوالي شهرين بعد أن ينهي الشيخ بناء بيته الجديد في ماركا الجنوبية، فتزوجنا في منتصف شهر رمضان المبارك.


هل لكِ -يا خالة - أن تحدثينا عن تنقلات الشيخ بشكل مختصر ؟
هاجر الشيخ من ألبانيا مع والده إلى دمشق و كان عمره آنذاك حوالي 10 سنوات، ثم هاجر إلى الأردن عام 1980م، و قام في عمان - ماركا الجنوبية - ثم عاد اضطراراً لدمشق و منها إلى لبنان - بيروت - عام 1981م و استضافه هناك الشيخ زهير الشاويش في بيته، و من ثم سافر إلى الشارقة و أقام بها شهرين داعياً إلى المنهج السلفي هناك، ثم سافر إلى قطر و أقام بها شهراً واحداً ثم الكويت و أقام بها عشرة أيام ثم الشارقة و منها قفل راجعاً إلى الأردن و مكث فيها إلى حين وفاته يوم السبت 1999/10/2م



السائل : هل كونكم زوجة لهذا العالم الفاضل رأيتم أن علمَه و طلبَه للعلم و تعليمَه للناس قد أنْقَص من تواجده معكم كَرَبٍّ لأسرتكم؟ وهل لهذا تأثير سلبي على أولاده؟
ولعلي أطلب منك والدتي العزيزة أن تخصيني بالدعاء فإني في أمس الحاجة له.
حفظكم الله ورعاكم و أحسن إليكم.
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...
أشكر لك هذه العواطف الجياشة، و أود أن أعلمك بأن طلب العلم لم يكن ليُعيقَ الشيخ عن أي واجب من واجباته الأسرية. بل على العكس تماماً، إذ كان رحمه الله مثال رب الأسرة المتعاون مع أهله.


و صدقني – يا بني – أنه كان كثيراً ما يعينني في شؤون المنزل حتى أخجل منه في ذلك. حتى أنه مرة كان ( يشطف ) البرندة معي فقلت له : يا شيخ لا تفضحنا أمام الجيران، فيقولوا هذا يعمل عن امرأته، قال : هذه ليست فضيحة، ألا تعلمين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم بمهنة أهله ؟!


كنت إذا طلبت منه أي طلب للمنزل، مثل أن يضع رفاً زائداً في مكان ما، كان يدرسه و يفكر به، فإن وجده طلباً مناسباً، كان يباشر به و يصنعه بيده، و إن احتاج أن يذهب ليشتري له شيئاً، يذهب بسيارته ثم يرجع، و يقوم بما أشرت به عليه.


ثم كان له هواية بالرحلات – رحمه الله – على طريقة أهل الشام، فالسلة ( عدة الرحلة ) كانت بالسيارة دائماً، نذهب سوياً في الربيع و الصيف، بل و الشتاء، ننظر إلى الثلج و الشتاء و يجاملني بشرب الشاي و القهوة، و لو أنه لم يكن له هواية بهذين المشروبين. لكن لم يكن ليترك كتبه في أي ( مشوار ) نذهب به، فكان الكتاب صاحبه أينما ذهب.


بل كثيراً ما كنت أستيقظ فلا أراه في السرير، فأبحث عنه فأجده بالمكتبة، قد أضاء المصباح و اندمج مع كتبه، فأستغرب، فيقول : هذه عشيقتي !! رحمه الله .


وفقك الله أيها ( *** ) و فرج همك و كربك و جعلك من سعداء الدنيا و الآخرة. آمين.


السائل : أخت في الله
نريد منك أُمَّنا الفاضلة وَصْفا ليومٍ كامل من حياته رحمه الله منذ استيقاظه للفجر حتى ذهابه للنوم ليلا ..


الجواب :
وصف يوم كامل لحياة الشيخ :
كان الشيخ – رحمه الله يستيقظ لصلاة الفجر، إن لم يكن قبلها و كان يوقظ بعض تلامذته على الهاتف، ثم يذهب - طالما كان بعافيته – و يأخذ تلامذته من بيوتهم أو من الطريق الذي ينتظرونه فيه، و يصلون الفجر في المسجد الذي يتوخى فيه إمامه تطبيق السنة و اجتناب البدعة – مثل قنوت الفجر – و كان غالباً ما يكون المسجد بعيداً عن حارتنا. ثم يعود الشيخ إن لم يكن هناك جلسة مع تلامذته في المسجد، يعود إلى مكتبته و يبقى بين كتبه و أبحاثه إلى السابعة صباحاً حيث أكون قد جهزت له طعام الإفطار، فيفطر و يعود إلى المكتبة، ويبقى بها حتى القيلولة التي تكون عندما ينعس الشيخ، فيذهب و ينام قليلاً، ثم يعود إلى مكتبته. و هكذا يكون غداءه في الساعة الواحدة ظهراً, أما العَشَاء، فكان الشيخ لا يرغب به و كان يَرُد على أسئلة الهاتف بعد صلاة العشاء، إذ حدد ساعتين للفتاوى على الهاتف. أما الزيارات، فقد حدد لها بين المغرب و العشاء في الأيام التي تسمح له الظروف بها.


السائل : أخت في الله
كيف كان الشيخ رحمه الله يتفـــاعل مع الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية و ما تأثيرها عليه ؟


الجواب :
أما عن تفاعل الشيخ مع أحداث الأمة الإسلامية، فنحن لم يكن عندنا تلفزيون في البيت، إذ كان لا يرضى الشيخ أن يدخله إلينا، و ما كان يشتري جريدة لكن الشيخ كان شديد الألم لما يحصل للمسلمين في فلسطين و العراق و أفغانستان و عامة البلدان الإسلامية. و كان كثيراً ما يتفاعل مع إخوانه المسلمين في سوريا أيام أحداث الثمانينات مع النصيريين، إذ كثيراً ما يأتي إليه الشباب المسلمون و يستشيرونه و يكرمهم و يستقبلهم و يكرمهم كأحسن ما يكون.


السائل :
هل كان لك دور أمنا الفاضلة في ما وصل إليه عالمنا و شيخنا الألباني من فضل و علم في دين الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .. لأنه هذا يهمنا جداً; فكيف لنا أن نشجع و نساعد إخواننا و أهالينا على طلب العلم.


فهل كان هناك بحث و رأي مشترك فيما بينكم و بين الشيخ رحمه الله في أمر أو في مسألة طرحت, و هل استفدتم من علمه رحمه الله ؟
ابنتك و محبتك في الله


الجواب :
بالنسبة للفائدة العلمية، فالحمد لله قد استفدنا منه الكثير الكثير، بل و استفادت عائلتي ( آل عابدين ) و غيرهم منه الكثير بعد زواجنا، و كثيراً ما يسألني الناس عن بعض الأحكام الشرعية فأقول: كان الشيخ يقول فيها كذا و كذا، و إن لم أعلم أسأل لهم طلبة الشيخ المقربين منه، و الذين كان يثق بهم.


أما عن دوري في علمه، فأنا في الأصل لست طالبة علم و أنّى لمثلي أن يشاركه علمه و أبحاثه العلمية الدقيقة ؟ لكن كنت أهيئ له – حسب استطاعتي – الجو كما يقال، و أقوم بخدمته و خدمة ضيوفه و تلامذته ما بوسعي. فلم يكن له خادمة، و لا يقبل أبداً أن يُدخل خادمة على البيت.


وفقك الله يا ............ و السلام عليكم



السائل :
ما هو الأثر الذي تركه في نفس عالمنا الجليل عندما غادر المدينة المنورة أي نقل سكنه منها ؟


الجواب :
لقد تأثر الشيخ كثيراً عندما غادر المدينة النبوية، فكان يرى أن أجمل سني حياته قضاها في مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم. لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة مشواره العلمي أبداً.



السائل :
ما هي أبرز الأحداث الإسلامية في المدينة المنورة التي شارك فيها و هو يعيش في المدينة المنورة؟


الجواب :
أما أبرز الأحداث التي حصلت له هناك، فأنا لا أعرف ذلك، إذ لم أكن معه.


السائل:
كيف يمكن أن نُكرِم عالما مثل عالمنا الجليل حسب رأي الخالة أم الفضل ؟


الجواب :
أما عن إكرام الشيخ، فلا يكون مثل الدعاء له، و التزام المنهج الذي كان دائماً يدعو له، و يلخصه بكلمتين : ( التصفية و التربية ) يعني تصفية ما علق في منهج المسلمين و تراثهم من بدع و خرافات و أحاديث ضعيفة و نحو ذلك. و التربية على المنهج الحق و الدين القويم. و كان الشيخ يرى أن من أكبر مشاكل المسلمين ( و خاصة أدعياء إتباع السنة ) هي التربية الصحيحة على المنهج السليم، و هذه التربية في الغالب تحتاج إلى فترة طويلة و جهد عظيم.




السائل :
هل تشعر الخالة أُمّ الفضل بقدر حب المسلمين لزوجها يرحمه الله أَمْ ترى أنهم مقصرين في ذلك ؟


الجواب :
نعم - يا أبنائي - أنا أعرف مدى حب الناس للشيخ رحمه الله و لكن أريد أن يتذكروه دائماً بالدعاء، و أن يجزيه الله عن المسلمين خير الجزاء.


أنا شخصياً اشتريتُ شقة صغيرة مقابل المقبرة التي دفن فيها في ماركا الجنوبية بعمان، و صدقوني أنني دائماً أستيقظ ليلاً و أنظر إلى المقبرة و أدعو له و لتلميذه أبي معاذ و ابنة أخينا أبي اليمان ( سمية ) رحمهم الله, و رحم الله أموات المسلمين أجمعين، و جمعنا بهم جميعاً في الجنة مع سيد المرسلين. آمين **


السائل :
كيف يمكن لنا و نحن محرومين من وجود العالم الجليل بيننا أن نستدعي الأوقات التي كان العالم الجليل يلقي فيها دروسه و نحن لم نحضر هذه الدروس التي يعلم الله كل فقدناها؟


الجواب :
يمكن يا أخي أن تستدعي الأوقات الجميلة مع الشيخ من خلال أشرطته المسجلة المنتشرة بالألوف, و كذلك كتبه الكثيرة في المكتبات الإسلامية.


السائل :
هل حذى أحد من أبناء الشيخ رحمه الله حَذْوَ أبيه في طلب العلم و النبوغ في علم الحديث ؟ و هل كان للشيخ تأثير في ذلك ؟


الجواب :
أهم من حذى من أبنائه حذو الشيخ في علم الحديث ابنته أم عبد الله حفظها الله.



السائل :
أرجو أن لا تبخلي بنصيحة لنا معشر الفتيات و كيف يكون لنا دور في إنشاء جيل( مجاهد) ؟؟
أعتذر عن الإطالة و لكن كرمكم يا مسكين أطمعنا ..
و أكرر شكري و امتناني لمن اقترح الفكرة و سعى لإنجاحهااا......
و شكرا


الجواب :
نصيحتي لبناتي الفتيات المسلمات أن يتقين الله عز و جل و يتعلمن أمور دينهن و خاصة مما يهم المرأة المسلمة في بيتها و أحوالها، و ما يتعلق في تربية أبنائها.


و أن تركز الأخت المسلمة على شؤون بيتها، و تربية أولادها بنفسها، و رعاية زوجها امتثالاً لقوله تعالى : (( و قرن في بيوتكن ))، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( إذا صلت المرأة خمسها، و صامت شهرها، و حفظت فرجها، و أطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت )) فماذا تريد أكثر من ذلك ؟!


السائل :
كيف كانت ردود أفعال الشيخ رحمه الله من الذين كانوا يهاجمونه و يفترون عليه في الصحف و غيرها من حملة العقائد الواهية المنتشرة في الأردن و غيرها؟


الجواب :
الذين يهاجمون الشيخ و يفترون عليه كان يمر عليهم مرور الكرام، كناطح صخرة يوماً ليوهنها.


و أذكر أنني كنت معه مرة في السيارة، و قد فتح المسجلة على خطبة لرجل كان يهاجم الشيخ رحمه الله و يفتري عليه و يكفره و .... و كدتُ أنفجر غيظاً، و أرقب الشيخ و كأن شيئاً لم يكن !!! حتى قلتُ له : ما لك سامع ؟؟ فأشار إلي أن لا بأس، و لا تهتمي !


المهم أن يكون عند الله مقبولاً، رحمه الله و جعلنا و إياكم من المقبولين.



السائل :
لا بد أن هناك موقف أثر في الشيخ بشكل كبير، و لا ينسى هذا الموقف و أثره على الشيخ فهل لنا معرفة هذا الموقف سواءً كان محزنا أم مفرحاً؟


الجواب :
أما الموقف الذي كان في عهدي و الذي كان قد أثر على الشيخ كثيراً، فهو خلافه مع الشيخ زهير الشاويش حفظه الله, و ذلك لأن الشيخ زهير كان من أقرب الناس إلى الشيخ، و أحبهم إلى قلبه. و الخصومة مع أهل المودة و الوفاء دائماً تكون مؤثرة على المرء.


أسأل الله أن يرحم الشيخين و يغفر لهما، و يجمعهما في جنان الخلد .... آمين.



السائل :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أمي الفاضلة: كيف كان الشيخ يرحمه الله يجمع بين الدعوة و الدروس و بين زوجته و بيته و تربيته لأولاده?


الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ...
الشيخ رحمه الله كان ينظم أوقاته بشكل كبير، و كان كثيراً ما يقول مهنتي ( الساعاتي ) علمتني الدقة و التنظيم. فكان لا يجعل شيئاً من أموره يطغى على حساب شيء آخر, فكلٌ له دور.



السائل :
و ما قصة خروجه من الإمارات و من السعودية و رفض دخوله الأردن و جلس على الحدود حتى كفله أحد الكبار في الأردن، ياليت نعرف القصة لو تكرمتم.


الجواب :
أما قصة خروجه من الأردن :
فقد أُخرج الشيخ رحمه الله من الأردن سنة 1982 إلى سوريا التي كانت حكومتها تطارده، و على الحدود أعطي ورقة لمراجعة المخابرات السورية، لكنه استشار إخوانه في سوريا و ذهب مباشرة إلى بيروت ليستقبله صديقه - آنذاك - الشيخ زهير الشاويش. و بقي ضيفاً عنده حوالي ثلاثة شهور ثم استضافه أحد تلامذته في الشارقة فذهبنا إليه حوالي الشهرين، و ذهبنا شهراً إلى قطر و أقمنا بفندق الواحة، و عشرة أيام إلى الكويت، ثم الإمارات، و كان الشيخ محمد إبراهيم شقرة آنذاك يسعى له للعودة إلى الأردن مع أعلى المستويات التي تفهمت وضع الشيخ، و مكانته العلمية، و خدمته للسنة النبوية، فسمحوا له بالعودة إلى الأردن، فعدنا عن طريق المطار، و لم يكن هناك انتظاراً على الحدود كما ذكرت. و لا ننسى جهود الشيخ أبي مالك شقرة في ذلك فقد كان الشيخ يدين له بذلك حتى آخر عمره. جزاه الله خيراً ، و رحم الشيخ و جعل ذلك في ميزان حسناته.


أما هو فلم يكن للشيخ أي اتصال مع المسؤولين السياسيين في البلدان العربية و الإسلامية أبداً، و كان دائماً يتمثل قول النبي صلى الله عليه و سلم : ((.... و من أتى أبواب السلطان افتُتن )) .


السائل :
من خلال تصفح سيرة حياته رحمه الله فقد أوصى بأن تودع كتبه في المدينة المنورة, و لكن ألَم يبقى له شيء في بيته مثل, مذكرات أو أوراق دَوَّنها و لم يكملها, مصحفه, لنتعرف على ما فيها و ما دونه عليها و لم يكمله. بارك الله بكم.


الجواب :
نعم لقد أوصى الشيخ بإيداع كتبه كلها، و أوراقه المكتوبة بخطه و مخطوطاته في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، و لم يبق في بيته شيء من ذلك، و لم يكن للشيخ مذكرات، فمذكراته التي دونها هي كتبه و رسائله العلمية التي أودع فيها خلاصة فكره و تجربته. و لم يكن للشيخ مصحف معين، بل كان عندنا مصاحف كثيرة في البيت نقرأ بها.
أما ما دونه و لم يكمله، فكثيرة هي مشاريعه العلمية التي تحتاج لأضعاف عُمر الشيخ لإكمالها، نسأل الله أن يهيئ للمسلمين من يكملها و يجزيه عن المسلمين خير الجزاء.


السائل :
سمعنا عن مواقف أبكته .. فما المواقف التي أضحكته رحمه الله ؟


الجواب :
أما عن المواقف التي أضحكت الشيخ رحمه الله، فالشيخ كان قليل الضحك رحمه الله، و ما كان يفرح لشيء من أمور الدنيا، بل يفرح لطاعة الله عز و جل و خدمة السنة النبوية. حتى إن جائزة الملك فيصل حينما جاءه خبرُها ما ظهر عليه شيء من الفرح لذلك أبداً، بل إنه قال: جاءت متأخرة، فقد جاءت في بداية مرض وفاته رحمه الله. و الشيخ لم يكن له حساب في أي من البنوك المنتشرة، و أبى أن يفتح حساباً لاستلام قيمة الجائزة التي ذهب الشيخ أبو مالك شقرة حفظه الله لاستلامها عنه رحمة الله على العلامة الألباني إمام المحدثين .


---------------------------------
** لقد أبكتني هذه الكلمات على فقدنا لهذا العالِم الذي أحيا السنة وحارب البدعة وجدد للمسلمين عقيدتهم وتوحيدهم، فأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ويجزيه عن المسلمين كل خير
منقول من منتديات البيضاء العلمية
http://libya2030.com/vb/showthread.php?t=6374

الثلاثاء، 14 يناير 2014

هذه حججنا على بدعية المولد ......!

هذه حججنا على بدعية المولد ......!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* حكم أبو بكر رضي الله عنه (سنتين) ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو (صديق) الأمة وصاحب (النبي) صلى الله عليه وسلم في الغار ..!!

* وحكم عمر (10) سنوات ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو (فاروق) الأمة وملهمها ..!

* وحكم عثمان 13 عاما ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو زوج (البنتين) وصاحب (الهجرتين) أشد هذه الأمة حياء ..!

* وحكم علي 4 أعوام ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو ابن عم رسول الله وزوج سيدة نساء أهل الجنة ...!

* وحكم الحسن 6 أشهر ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو (سبط) النبي صلى الله عليه وسلم وسيد (شباب) أهل الجنة ...!

* وحكم معاوية ولم يفعل (الإحتفال) بالمولد وهو خير ملوك الإسلام ..!

* وجاءت الدولة (الأموية) وفيها مثل (عمر) بن عبد العزيز، وجاءت الدولة (العباسية) وفيها مثل (هارون) الرشيد ولم يفعلوا المولد ..!

* هذا وعلماء الإسلام (حقاً) وأحباب (النبي) صلى الله عليه وسلم صدقاً، لم يحتفلوا بمولده طيلة (القرون) المفضلة مع شدة (معرفتهم) لما أنزل الله، وعظيم (فقههم) لما في كتاب الله، كيف وهم حملة القرآن ورواة الآثار ..؟

* فنحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه ..!

* ونقول ما قال مالك رحمه الله: ما لم يكن في زمن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه ديناً فلن يكون اليوم ديناً ..!

* ومعلوم قطعاً: أنه ما انتقل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الدار الآخرة إلا وقد أكمل الله له الدين، وأتم عليه النعمة ..!

* وقد حذر في سنته من (الإحداث) في الدين وعمل شيء لم يفعله (هو) ولا أصحابه ..!

* واعلم رحمك الله: أن هذه القرون (المفضلة) كلها لم تعرف شيئاً يُسمى بالإحتفال بالمولد وإنما هو بدعة إخترعها (الفاطميون) وعلى رأسهم الملقب بالمعز لدين الله وهو [المحارب] لدين الله ..!

* فقد عاش في دولته الكفر (البواح) والفسق (الصراح) حيث أباح (الخمور) وحلل كل (الفروج) وأعلن البراءة من (السلف) والسب والتكفير (للصحابة) ومن على روؤس (المنابر) فهذا (التعيس) هو من ابتدع (المولد) وقد جعلها ستة موالد: لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفاطمة، ولعلي، وللحسن وللحسين رضي الله عنهم جميعا، ومولد لنفسه ..!

* ثم قلد الفاطميين جهلةُ المسلمين على هذه (البدعة) واعلم بأنه ليس عند (المحتفلين) بالمولد دليل على جوازه وإنما هي نصوص يفهمونها على غير وجهها أو آثار لا تصح ولو صحت فلا دلاة فيها أو زلات لبعض المتأخرين من أهل العلم مع فض الطرف عن فتاوى كبار العلماء الذي قطعوا ببدعية عمل المولد ..!!

* وإننا نسأل هؤلاء (المحتفلين) أسئلة ثلاثة ونرجوا (الإجابة) عليها :

1. هل عمل المولد طاعة أو معصية ؟

طبعاً سيقولون طاعة! وإلا فلو قالوا بأنه معصية إنتهى معهم النزاع ..!

2. طيب قلتم بأنه طاعة تثابون عليها ! فهل (علم) النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطاعة أم (جهلها) ؟

* فلو قلتم (جهلها) فيا ويلكم! فقد اتهمتم المُعلم الأكبر بالجهل وهذه زندقة محضة ..!

* ولو قلتم (علمها) فحينئذ ننتقل إلى السؤال (الثالث) وهو:

3. قُلْتُم هو طاعة ، وعلمها النبي صلى الله عليه وسلم فهل بلغها للأمة أم لا ؟

* فإن قلتم لم يبلغها فهذا غاية في القبح لأنه إتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بكتم شيء من الرسالة وفي التنزيل: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)

* وإن قلتم بلغها ! قلنا: هاتوا الدليل ، وأين عمل السلف له ، وهل غابت هذه الأدلة عن الصحابة والتابعين وتابعيهم طيلة القرون (المفضلة) ولم يهتدي إليها إلا الأنجاس الفاطميون ؟!

* وإذ كان كذلك فإننا نجزم بأنه من البدع المحدثة هذا ما فيه من المنكرات الكبرى والصغرى وكل هذا بزعم الإحتفال بالمولد والله المستعان .


منقول بتصرف يسير جداً