الجمعة، 9 مارس 2012

(الدوبلوماسية ودماء الناس)

(الدوبلوماسية ودماء الناس)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
اما بعد 
يقال أن أصل كلمة (دوبلوماسية) يوناني ولها تعريفات متعددة من هذه التعريفات انها (علم وفن المفاوضات) فيشار الى بعض من يوصف بالحنكة السياسية بأنه دبلوماسي بما يتمتع به من رصانة وحصافة سياسية وخاصة في المواقف المتأزمة سواء بين الدول أو الافراد فالدبلوماسية مصطلح فضفاض فيه مافيه من السلبيات والايجابيات الشيء الكثير وربما يسأل سائل وحق له ان يسأل مادخل هذه المقدمة بالعنوان (الدوبلوماسية ودماء الناس) اقول الشريعة الغراء قد اتت لحفظ الضروريات الخمس وهي  حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل.
والذي يخص موضوعنا هو حفظ النفس ودليله من القرآن قوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ} [الأنعام:151]، ومن السنة مارواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { اجتنبوا السبع الموبقات ، قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات } قال الشاطبي: "فقد اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس وهي: الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل علمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد".انتهى كلامه
وبما أننا اليوم في زمن فتنة هوجاء عمياء  قد ركب موجتها الدهماء وعلماء السوء وقد تفننوا في تأليب قلوب العامة على ولاة امورهم وتحريضهم على الخروج عليهم بدعاوى باطلة يستميلون بها قلوب البسطاء  ليسقطوا الاخرين وليجعلوا لهم سبيلا لتنفيذ مآربهم الخبيثة الدسيسة المحدثة التي ليس لهم فيها سلف الا الخوارخ الذين خرجوا على ولاة امورهم فحصل الهرج المرج وسفك الدماء فخالفوا بذلك هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولو استعرضنا السنة المطهرة بالنهي عن الخروج على ولاة الامر لوجدنا الكثير من النصوص الصحيحة الصريحة في التحذير من هذا الامر ومن ذلك مارواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية ) وفي صحيح مسلم ايضا(جاء عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقوله.  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة  ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وغيرها الكثير من النصوص التي لايجادل فيها الامن كانت به لوثة خبيثة خطيرة يتبع بها سبل شياطين الانس والجن ويتناغم مع اعداء الامة وبما اننا اليوم في زمن فتنة عظيمة قد عصفت بكثير من الدول ويراد تصدير تلك الازمات الخبيثة لهذا البلد المبارك عبر ابواق الشر وافراخ الخوارج فأنه يجب على المسؤولين الحزم مع هؤلاء الافاكين والضرب بيد من حديد وان تنحى الدبلوماسية لانها بهذا المقام مذمومة فلكل مقام مقال فإذا استنصحوا واصروا على غيهم فينبغي اخذ مايلزم بحقهم حتى لايلوثوا عقول العامة بأفكارهم وشبهاتهم المسمومة ولو تركوا لعمت الفوضى ولسفكت الدماء المعصومة التي اتت الشريعة لحفضها وصيانتها من عبث العابثين فلا تنفع الدبلوماسية حينذ وتخرج الامور عن السيطرة فأن وجود الحكام ومؤسسات الدولة وبخاصة التي تعنا بحفظ الامن هي أمان واسقرار لمن يعيشون فيه من مواطنين ووافدين وقد قيل في الاثر عن الخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله عنه
: [[ إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ]]؟
فالسلطان امن وامان حفظ الله الامارات وشعبها وحكامها من كل مكروه اللهم آمين (كتبه اخوكم  بويوسف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق