الخميس، 10 أكتوبر 2013

لن يتوحد صفوف المجاهدين مادام العقيدة المنهج مختلف وهذه قصة حقيقة فيها مبلغ كراهية أهل البدعة لأهل السنة.

لن يتوحد صفوف المجاهدين مادام العقيدة المنهج مختلف وهذه قصة حقيقة فيها مبلغ كراهية أهل البدعة لأهل السنة.

في عام 297هـ، قامت الدولة العبيدية الباطنية والتي يسمونها (الفاطمية) في المغرب الأوسط من شمال أفريقية، واتخذت مدينة المهدية في تونس مقرا وعاصمة لها، وكان لها صولات وجولات في نشر بدع الروافض، ومحاربة السنة.

قال القاضي عياض في ( ترتيب المدارك) واصفا حال الناس زمن هذه الدولة الخبيثة:" كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر، كأنهم ذمة، تجري عليهم في كثرة الأيام محن شديدة، ونصبوا حسينا الأعمى السبّاب لعنه الله تعالى في الأسواق للسبّ باسجاع لقنها، يوصل منها إلى سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، واشتد الأمر على أهل السنة، فمن تكلم، أو تحرك قُتل ومثل به، وذلك في أيام الثالث من بني عبيد، وهو إسماعيل الملقب بالمنصور لعنه الله تعالى".

وفي سنة 331هـ، خرج على هذه الدولة، أبو يزيد مخلد بن كيداد، وكان على مذهب الخوارج الصفّرية، واجتمع علماء السنة وصلحاؤهم في القيروان، وتشاوروا فيما بينهم، وقالوا: نكون مع أهل القبلة، أي الخوارج، لقتال الكفار، أي الشيعة الروافض، (وكان علماء المالكية في المغرب يكرهون بني عبيد كرها شديدا، ويعتبرونهم أشد خطرا على الإسلام من الروم ). إلا أنهم قالوا: إن ظفرنا لا ندخل في طاعة أبي يزيد.

وهكذا خرج أهل السنة في القيروان مع أبي يزيد الخارجي. فدخل أبو يزيد القيروان. وعقد علماء القيروان أمرهم على الخروج إلى المصلى بالسلاح، لرفع معنويات الناس، وشقوا شوارع القيروان، وهم ينادون بالجهاد، وأعلنوا بالتهليل، والتكبير، وتلاوة القرآن، واستنهضوا الناس للجهاد، وحضرت صلاة الجمعة، فخطب خطيبهم أحمد بن أبي الوليد خطبة بليغة، وحرض الناس على الجهاد، وهاجم بني عبيد وندد بهم، وأغرى الناس بهم، وأعلمهم بالخروج من غدهم، يوم السبت. فخرج الناس مع أبي يزيد ( الخوارج وأهل السنة جنبا إلى جنب )لجهاد بني عبيد، فرزقوا الظفر، وحصروا العبيديين، وأعوانهم في قاعدتهم ومقر حكمهم، وهي مدينة المهدية.

فلما رأى أبو يزيد الخارجي ذلك، ولم يشك في غلبته، أظهر ما أكنه من الخارجية، فرأى أن يتخلص من أهل السنة قبل أن يتخلص من الشيعة، ولذلك قال لأصحابه سرا: إذا لقيتم القوم، يعني الشيعة، فانكشفوا عن علماء القيروان، حتى يتمكن أعداؤهم منهم (ففعلوا ذلك ونفذوا الخطة، كما رسمها لهم، ووقع علماء القيروان في الفخ) فقتل منهم من أراد الله سعادته ورزقه الشهادة، وبينهم خيرة العلماء..

وتحول انتصار أبي يزيد الخارجي إلى هزيمة، وأعاد بنو عبيد وشيعتهم، سيطرتهم على المغرب الأوسط مجددا ثم بعد ذلك مصر والشام والحجاز، بعد أن كانت الفرصة مواتية للقضاء عليهم، وكل ذلك بسبب كره الخوارج لأهل السنة، وحتى لا يعلو شأنهم من جديد في القيروان.

وفي تاريخ بلاد الشام الحديث والمعاصر بشكل خاص، وتاريخ الإسلام بشكل عام، قصص كثيرة تحكي عن غدر الباطنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق