الأحد، 20 أكتوبر 2013

يا خيل الله اركبي وحي على الجهاد، لكن أي جهاد؟! إقرأ لعلك ترشد


تغريدة من أ.د سعد الحميد (@Dr_saadd) -

هناك حركة قوية في أوساط شباب هذه البلاد- والمراهقين منهم على وجه الخصوص- للذهاب للجهاد في سوريا

وغالبهم دون إذن أو علم والديهم، بحجة أن الجهاد هناك فرض عين

وهي فتاوى يتداولها هؤلاء الشباب بينهم وتلقى من نفوسهم قبولاً بحكم تأثير بعضهم على بعض.

ولن أتعرض لصحة هذه الفتوى من عدمها لأن الهوى غلاب، ولكن سأنطلق من التسليم لهم بصحتها تنزُّلا ً
فأقول: يا بني ويا أخي، أنت الآن ذاهب لميادين قتال وليس لنزهة

أنت الآن ذاهب ولا تدري تعود أو لا؟
والغالب أنك لن تعود- كما يشهد به الواقع، وكما في المخطط المرسوم لهذه الحرب من قبل أطراف الإدارة لها أيًّا كانوا

فاعلم على أي شيء أنت مقبل، وعلى أي حال ستلقى الله؟

فأمامك شرطان لانختلف فيها أنا وأنت؛ أعني شرطي قبول العمل: الإخلاص والمتابعة.

ففتش في نيتك هل الدافع لك للذهاب هو الإخلاص، أو غيره؛ كالمجاملة لأصحابك الذين هم خاصتك؟، ولا تريد أن تتخلّف عنهم
وكما قال الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ***
في النائبات على ما قال برهانًا.

فهل رخصت عندك آخرتك- مع رخص نفسك - إلى هذا الحدّ؟

قف مع نفسك هداك الله وقفة تأمل ومصارحة، فما كل بيضاء شحمة!

والدليل الذي سيكشف لك الحقيقة، إذا علمت أنك ستأخذ معك مبلغًا من المال للنفقة على نفسك هناك، فما رأيك إذا كان تبرعك بهذا المال للجهاد أنفع للجهاد من ذهابك بنفسك بمرّات،
فهل ستتبرع به وتوفر نفسك لخدمة الإسلام والجهاد من زوايا أخرى، وما أكثرها؟!

أنا أعلم- يا بني ويا أخي- أن كلامي هذا سيزعج الجهات التي تحرص على حشدكم هناك، لكنها النصيحة لك، فإن شئت فاقبلها، وإن شئت فارفضها، لكن ستكون حجة الله عليك قائمة، فاللهم اشهد

نعم سيزعج كلامي هذا الجهات التي تحشدكم هناك إما لتكونوا وقودًا لمحرقة أُعِدّت لكم لتقليل عدد المستقيمين في الأجيال اللاحقة، أو لغير ذلك من أهداف التي ليس هذا موضع ذكرها
لكن منها: التنافس بين الجماعات المتصارعة هناك التي يديرها أناس ليسوا من أهل سوريا، وكل جماعة تحشد الشباب لتكثير عددها وتكون هي الأقوى، وبالذات الشباب الذين تهون عليهم نفوسهم في هذه الميادين، وربما قبلوا حتى بالعمليات الانتحارية التي لايقبل بها إلا القليل.

فإياك إياك أن تبيع آخرتك بدنيا غيرك

نعم إن أكثر من يحشدون الشباب طلاب دنيا، إما للإضرار بالإسلام وأهل متسترين بستار الجهاد الذي يعلمون مكانته العظيمة عند الأمة، أو لنصرة عقيدة أو فكرة ورأي، أو للزعامة وكثرة الأتباع وتكون لهم الهيمنة، ولذلك تجد عندهم الاستخفاف بدماء أهل القبلة بعد أن يصبغوهم بصبغة الكفر والردّة.

ثم انظر في الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ )، فهل إغضابك لوالديك وعقوقك لهما وتدبير أمورك بالخفاء عنهما مما يرضاه رسولك صلى الله عليه وسلم

إذا كنت ستتذرع بأن الجهاد واجب قلنا لك هناك رجال من أهل البلد قصرت بهم النفقة ينتظرون السلاح والتموين ليدافعوا عن بلدهم وأهليهم وهم أحق بإتاحة الفرصة لهم وأعرف بالبلد ومسالكها وطباع أهلها وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من جهز غازيًا فقد غزا)

فلماذا لا تعط المال لواحد من هؤلاء وهو يكفيك القتال وتحوز أجر الغازي؟

فكّر هداك الله، واعلم أن من يريدون تكثير الأتباع ينزعجون من هذا كثيرًا، وسيجلبون عليك بشبههم ولكن الحج أبلج

وامدد يديك لخالقك وتضرع بين يديه بأن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك وشرّ كل ذي شر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق