الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

التوكل على ومعانيه كما يصفه شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله


قال ابن القيم – رحمه الله – :

" وعلامة هذا : أنه لا يبالي بإقبالها – أي الأسباب – وإدبارها ، ولا يضطرب قلبه ، ويخفق عند إدبار ما يُحبه ، وإقبال ما يكره ؛ لأن اعتماده على الله ، وسكونه إليه ، واستناده إليه ، قد حصنه من خوفها ورجائها ، فحاله حال مَن خرج عليه عدو عظيم لا طاقة له به فرأى حصناً مفتوحاً فأدخله ربُّه إليه وأغلق عليه باب الحصن ، فهو يشاهد عدوَّه خارج الحصن فاضطراب قلبه وخوفه من عدوه في هذه الحال لا معنى له !

وكذلك مَن أعطاه ملِك درهما ، فسُرِق منه ، فقال الملِك : عندي أضعافه فلا تهتم ، متى جئت إلي أعطيك من خزائني أضعافه ، فإذا علم صحة قول الملك ووثق به ، واطمأن إليه ، وعلم أن خزائنه مليئة بذلك لم يحزنه فوته ، وقد مُثل ذلك بحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي أمه لا يعرف غيره ، وليس في قلبه التفات إلى غيره ، كما قال بعض العارفين :

المتوكل كالطفل لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه ، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه ".

" مدارج السالكين " 2 / 120 – 121 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق