الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

ترجمة لأحد رواة الحديث فيها عظه وعبرة نسأل الله الثبات على الحق


نسأل الله الثبات على الحق

جاء في ترجمة أحد الرواة وهو :
»شَبَث بن رِبْعيّ« وهو من رجال "التقريب"

يقولون عنه :
كان مؤذنا لسجاح مؤمناً بنبوتها ثم تاب .

فكان من الذين خرجوا على عثمان وقتلوه رضي الله عنه ، ثم تاب .

وأصبح من الذين يقاتلون علياً مطالبين بدم عثمان رضي الله عنهما .

ثم أصبح مع علي رضي الله عنه .

ثم خرج عليه مع الخوارج ثم رجع .

وكان في الجيش الذي قاتل الحسين فقتلوا الحسين رضي الله عنه .

ثم خرج مع الذين يطالبون بدمه رضي الله عنه .

وأصبح من أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي ، ثم تراجع وتاب .

وأصبح من الذين قاتلوا المختار بن أبي عبيد الثقفي .

هذه ترجمة شَبَت ..
وما أكثر الشَبَثيين اليوم❗

هؤلاء الذين ما يتشبّثون بشيء من الحق
بل كلما أطلت فتنة برأسها تشبثوا برأسها.

وإن من أبرز أسباب التذبذب : الاستشراف للفتن ؛ ومن يستشرف لها تستشرفه .

نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .


يقال إن أبا معشر البلخي (ت 272 هـ) كان من أهل الحديث ، ثم انتكس وصار منجمًا .

وعمران بن حطان صار من دعاة الخوارج بعد أن نكح خارجية لأجل أن يصرفها عن مذهبها ، فاستحوذت عليه وغلبته .


فالانتكاس سببه أمران :
أحدهما : ضعف العلم الشرعي الذي يورث اليقين وغياب التفقه في دين الله تعالى .

والثاني : رقّة الديانة وهشاشة التعبّد وغلبة الشهوات .

قال ابن تيمية : "أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان ، أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن"
[مجموعة تفسير ابن تيمية ص149] .

وتعاقب النوازل والحوادث وتفاقم الانفتاح وتكاثر الشكوك والإشكالات إضافة إلى توالي القمع والاستبداد .. كل ذلك أفضى إلى لبس وحيرة ومغالطة واضطراب.

وهذا يوجب الفرار إلى الله تعالى واللياذ به والافتقار إليه في سؤال الهداية والبصيرة ، والانطراح والانكسار بين يدي مولاه سبحانه بأن يلهمه رشده وأن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه .

فما أكثر ما يؤتى المرء من اعتداده بنفسه وثقته بشخصه ،،

اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .


قال ابن تيمية :
"وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدّهم نظرًا ويعميه عن أظهر الأشياء .
وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظراً ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه .
فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فمن اتكل على نظره واستدلاله أو عقله ومعرفته خُذِل ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كثيرًا ما يقول :
"يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك" (درء تعارض العقل والنقل 34/9) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق