الاثنين، 22 يوليو 2013

الشدّة على أهل البدع منقبة و ليست مذمّة


الشدّة على أهل البدع منقبة و ليست مذمّة

لقد كان السلف الصالح يمتازون بمعاملتهم لأهل البدع بالشدّة و القسوة و كانوا يعُدّون هذه الشدّة على أهل الأهواء و البدع من المناقب و الممادح الّتي يمدح بها الرجل عند ذكره, فكم من إمام سنّة قد قيل في ترجمته مدحا له كان شديدا في السنّة, أو كان شديدا على اهل الأهواء و البدع. و ما كان باعثهم على هذه الشدّة إلاّ الغيرة و الحميّة لهذا الدّين و النصيحة لله و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامّتهم.
كما قال بن الجوزي عن الإمام أحمد رحمه الله : و قد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدّة تمسكه بالسنّة و نهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة, و كلامه محمول على النصيحة للدّين(1).
وقال بن القيّم رحمه الله : و من تأمّل أحوال الرسل مع أممهم, وجدهم كانوا قائمين بالإنكار عليهم أشد قيام حتى لقوا الله تعالى, و أوصوا من آمن بهم بالإنكار على من خالفهم و أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنّ المتخلص من مقامات الإنكار الثلاثة ليس معه من الإيمان حبّة خردل, و بالغ في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أشدّ المبالغة فقال : إن النّاس إذا تركوه, أوشك أن يغمهم الله بعقاب من عنده(2).
و قال الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو حماد بن سلمة البصري رحمه الله قال الذهبي رحمه الله في ترجمته : قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في الفاروق له : قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فإتهمه على الإسلام, فإنّه كان شديدا على المبتدعة(3).
قال بن القيم رحمه الله :و قد كان بن عباس شديدا على القدريّة و كذلك الصحابة(4).
و قال الحافظ بن حجر عن شريك : و كان عدلا فاضلا شديدا على أهل الأهواء و البدع (5).
و من أقواله رحمه الله : لئن يكون في كل قبيلة حمار أحبّ إليّ من أن يكون فيها رجل من أصحاب أبي فلان, رجلا كان مبتدعا(6).
قال الإمام مالك : كان بن هرمز قليل الكلام, و كان أشدّ على أهل البدع و كان أعلم الناس بما اختلفوا فيه من ذلك, و كذلك كان عبد الرحمن بن القاسم(7).
قال الإمام مالك رحمه الله ك لا تسلم على أهل الأهواء و لا تجالسهم إلاّ أن تغلظ عليهم, و لا يُعاد مريضهم و لا تحدّث عنهم الأحاديث(8).

(1): مناقب الإمام أحمد (ص 253)
(2): مدارج السالكين (123\3)
(3): تاريخ بغداد (348\6)
(4): شفاء العليل (ص 60)
(5): التقريب (ص 436)
(6): الإبانة لإبن بطة (469\2)
(7): مناقب الإمام مالك للزواوي (ص 152)
(8): الإعتصام للشاطبي (131\1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق