الاثنين، 1 يوليو 2013

تفسير سورة الفاتحة وهي (مكية) الإمام السعدي


سلسلة الفوائد من "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للسعدي ..

☑ تابع : تفسير سورة الفاتحة وهي (مكية)

* يقول السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى :( اهدنا الصراط المستقيم ) الآية "٦"

أي : دَُّلنا وأرشِدْنا، ووفقنا إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط، فالهداية إلى الصراط، لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك .
وهذا الصراط المستقيم هو: ( صراط الذين أنعمت عليهم ) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ( غير) صراط ( المغضوب عليهم ) الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم، وغير صراط ( الضآلين ) الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم .
فهذه السورة على إيجازها،قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله :(رب العالمين) وتوحيد الإلهية، وهو أفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: (الله) ومن قوله:( إياك نعبد )، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظه ( الحمد) كما تقدم .
وتضمنت إثبات النبوة في قوله:(اهدنا الصراط المستقيم) لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله:( مالك يوم الدين) وأن الجزاء يكون بالعدل؛ لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. وتضمنت إثبات القدر،وأن العبد فاعل حقيقة،خلافا للقدرية والجبرية.بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع و[الضلال] في قوله:(اهدنا الصراط المستقيم) لأنه معرفة الحق والعمل به، وكل مبتدع[ وضال] فهو مخالف لذلك. وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى عبادة،واستعانة في قوله:(إياك نعبد وإياك نستعين) فالحمدلله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق