الخميس، 23 فبراير 2012

وقفات مع محمد الصديق

(وقفات مع محمد الصديق)
17 يناير 2012 بواسطة MOHAMEDBINSAIF
بقلم محمد سيف - مدونة الكاتب الإماراتي

يتواجد الأخ محمد الصديق بشكل يومي على ( تويتر) ، ويثير الكثير من الإنكار والاستشكال ، ويتجنب غالبا الإجابة على أسئلة الناس ولا أدري لماذا ؟ ويكتب في كل يوم موضوعا ما، وإن كان الكثير مما كتبه قد أعتراه التكرار ، قد شجعت تغاريدُ الأخ محمد الصديق بعض السفهاء في الداخل والخارج بالتطاول على الدولة بسبب بعض ما كتبه هداه الله . ومنذ ذلك التاريخ والفتنة تطل برأسها على ألسنة البعض تحت مسمياتٍ معهودة وهي الإصلاح والحرية! وقد برز من بين الستة أو السبعة في قضية المسحوبة جنسياتهم بشكل خاص الأخ محمد الصديق الذي سنقف مع بعض أقواله ههنا ، إذ هو الذي سارع لإنشاء صفحة على تويتر ليظهرماكان خافيا الآن فقط وليس قبل ذلك من سنين خلت!، ولي مع ذلك وقفات سبع أبدؤها بــــ:

الوقفة الأولى :

إن تمجيد جماعة الإصلاح التي سلكت منهج الإخوان المسلمين قولا وعملا منذ سنين خلت ، وذكر مناقبها التي لم نسمع بها إلا الآن ونحن من ترعرع على هذه الأرض منذ نعومة أظفارنا ، بل لم نسمع عمن ذكرت وجهودهم الدعوية والخيرية ، وما علمناه أن هذه الجهود فقط لمن انتسب للجماعة تحت غطاء جمعية الإصلاح وأخواتها من جمعيات النفع العام التي تربعتم على عرشها لسنين طويلة ، وإن كان لسان حالك يا أخ محمد عندما تذكر جماعة الإصلاح ودورها في الإمارات من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الفضيلة وغيرها أشعرتني كأننا من القرون الأولى ، وجاءت جمعيتكم فأخرجتنا من الظلمات إلى النور ، نحن يا محمد شعب مسلم ولا نقول بالمثالية، عندنا تقصير ، ولكن لسنا بالسوء الذي تصفنا به هداك الله … فأرجو أن لا تأخذك حمية المنهج الذي تسلكه ، وكم من جهل مركب تبناه من يؤيدكم خلال الفترة الماضية ، تمثل في رفع من سلك منهجكم إلى مرتبة الصحابة ، ومن خالفكم إلى دركات أبي لهب وغيره، ولعلك تعلم ما وراء هذا التشبيه من غرض بل وما وراءه من هاوية على دين المرء ؟؟ ، وهذا مشاهد بل ملموس عند البعض على (تويتر )، كما ودرج بعض الجهلاء جهلا مركبا على تنزيل آيات الكفر على كل من خالفكم وخالف منهج الإخوان المسلمين في دولة الإمارات ، وكنا نتمنى أن لا يرد من يؤيدكم ويؤيد منهجكم هذا المورد الخطير ، كما وكنا نتمنى منك أن توجه هؤلاء إلى الحق – وأنت من تحمل العلم الشرعي – فهذا من الإفساد الفكري المنهي عنه شرعا.

الوقفة الثانية :

إن محاولة النيل من بعض مؤسسات الدولة تحت ذريعة الفساد تكشف لنا جانبا آخر من الخصومة في العداء يا أخ محمد ، والتي لا تخفى عليك أنت خصوصا أنه قد نهي عن الفجور في الخصومة وإنها ليست من سمات أهل الإيمان ، وإن كنت لا تشاطرنا هذا الرأي وتزعم أن هذا الفساد حاصل وأنت من حمل لواء التطهير ، فأين ذلك عنك من سنين خلت ، لماذا رفعت هذا اللواء الآن؟ أليس من المريب أن يستغل البعض الثورات العربية لينصر فكرا مستوردا في موطنه ؟، يا محمد إذا قلت فاعدل ، واعلم أن الفتنة تجر أذيالها وراء تلك الأقوال التي تتبناها ،وإني لك من الناصحين.

الوقفة الثالثة :

يتساءل أبناء الوطن إن كان ما تقولون تجاه المؤسسات الأمنية في الدولة صحيح أم لا ؟، ونحن لم نسمع ذلك إلا منكم أنتم ، والعاملون في المجال الدعوي والخيري كثر لم يصبهم أي سوء ؟ فلماذا فقط أنتم ؟، ونحن نعلم كما تعلم أن جماعة الإصلاح تستمد الفكر والرأي والمشورة من جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها ، وإن كنتم تنفون ذلك ، وتزعمون أن التأثر فكريا فقط لا غير ، فنحن نعلم مدى تأثير الفكر على الجوارح ، إننا نعلم عن جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات منهجا مستمدا في كل عمل تقوم به من الجماعة الأم ، في عملها الخيري والدعوي الذي تنادون به ،وأنتم في دولة ذات سيادة وقانون ، وجُلكم إن لم نقل كلكم لم يعر هذه القوانين أي اهتمام بل كان يخالفها صراحة ، في عمله الدعوي أو في عمله الخيري ، فماذا تنتظرون من الجهات الأمنية بعد ذلك ؟، وأنتم تعلمون أن جمع التبرعات من غير تصريح وإرسال تبرعات المحسنين في دولة الإمارات جرم قانونا، والدولة تحترم القوانين الدولية وهناك من لم يحترم نفسه فسلك هذا الطريق ويسبب حرجا لدولة بأكملها فماذا تنتظر من الجهات المسؤولة؟ ، ولماذا لم تمتثلوا لذلك يا محمد؟ وقولك أن الدولة تمنع بعض الدعاة من دخول الإمارات ، تعلم أنت وغيرك أن هؤلاء جميعهم حملوا على عاتقهم نشر فكر الإخوان المسلمين في دول الخليج ، وللدولة الحق في عدم السماح لهم بالدخول لنشر هذا المنهج بين أبناء الإمارات ، ألم ترهم كيف وجهوا سهامهم للدولة في قضية الخمسة والستة أو السبعة ؟ فماذا تنتظر من الدولة تجاههم .

الوقفة الرابعة:

إن التمجيد اليومي لمنهج الإخوان المسلمين على تويتر يا أخ محمد ليظهر جليا مدى تعلقكم بهذا الفكر المستورد ، ويظهر أيضا كم تمكن منكم وكم سيطر على أقوالكم وأفعالكم ، ونحن نعلم أن فكر الإخوان المسلمين فكر قائم على الزعزعة والفتنة ، ونظرة سريعة إلى الوراء في تاريخ الجماعة تبين لك مدى صدق هذا القول ، ولا يخفى على أحد أن جماعات الإرهاب والهجرة والتكفير خرجت من تحت عباءتهم ، ويعلم الجميع أن أيمن الظواهري كان منتسبا لجماعة الإخوان المسلمين ، وإن كانوا قد غيروا منهجهم السيء فهذا شأنهم ، لكن الإمارات لا حكومة ولا شعبا ترضى بمثل هذا الفكر ينتشر على أراضيها. فنحن في دولة الإمارات مسلمون ولله الحمد ، ولكن لن ننجرّ وراء مناهج مستوردة لم نرَ فيها إلا الفتنة ، وهاهم الإخوان المسلمون في الدولة ومن شايعهم وناصرهم لا يتوانون عن التهييج ونشر الفتن التي أظهرت لنا جليا أن أمن الوطن لدى هذه الفئة هو أمر ثانوي ، إن لم يكن أُسقط من حساباتهم أصلا. ولعل وقوف أبناء الوطن الشرفاء الصادقين في حب وطنهم وقفة رجل واحد في وجه كل من أراد أن يبث فتنة بينهم لهو خير دليل على نبذ هذا الشعب لهذا الفكر وغيره من الأفكار المستوردة .

الوقفة الخامسة:

تسعى يا أخ محمد جاهدا أن تظهر لنا أن نشر الدين ومحاربة الفساد هو من أولوياتك ، وهذه أمر جيد إن كان بالتي هي أحسن وللتي هي أقوم بما لا يخالف نظام الدولة ، وليس بطريق نشر المثالب والتشفي وكلاهما يؤدي لنشر الفتن ! فأقول : إن كان هذا هو الهدف الأسمى كما نسمع منك فلماذا لم نسمع منك الإنكار على بعض المؤيدين لكم الذي يرمون الآخرين بالنفاق وينزلون آيات الكفر على من يقف ضد فكركم ؟ لماذا لم نسمع إنكارا على بعض من يؤيدكم من الليبرالية الذين لم يستح أحدهم على تويتر أن يظهر زندقته الفكرية ؟ لماذا لم نسمع لك همسا تجاهم ؟ أليست هداية هؤلاء وإرشادهم للحق من أولوياتك ؟ أم أن تأييدهم لجماعة الإخوان المسلمين عامة والتأييد لك خاصة قد منعك من ذلك ؟.

الوقفة السادسة:

تبني يا أخ محمد الكثير من مواقفك على ما تقرأه من ( تويتر )، ثم تلقي بناء على ذلك تهمك يمنة ويسره وتفرقها على من يخالفك وعلى مؤسسات الدولة ، وتلصق (الفساد ) بهم جميعا ، ولعلك تذكر وعودك في تلك الليلة على (تويتر) وأنك ستكشف عن أسماء رجال الأمن وأقمت الدنيا ولم تقعدها ، وانتظرنا ، فدهشنا لسذاجة الأمر والتسرع منك وعدم التعقل للأسف ، فقد بنيت الأمر على طرف يحاورك ولا تعرفه على صفحات (تويتر) !! إن استدلالاتك تُبنى على أوهام وخيالات واسعة ، إن الرجل الذي اعتلى صراخك على ما كتب يسمى ( السياف ) على ما أذكر ، لم يأت بشيء جديد يا محمد ، فما ذكره مشاهد معلوم لكثير من الناس ، وأكثر من يتغنى به في المجالس هم جماعة الإخوان المسلمين ، فبأي حق تتهم الجهات الأمنية ؟ ألست تجيد العلم الشرعي ألم تقرأ المنهج النبوي في مثل هذه الحالات وهو : البينة على من ادعى ، فأي بينة تحملها غير خيال واسع لا طائل تحته ؟.

الوقفة السابعة:

اعلم يا أخ محمد أن نشر المثالب ليس من شيم العقلاء ، وإن كان لك حق فخذه عبر القنوات الرسمية،فنحن في دولة لم نر منها إلا الخير ، ولم نسمع عن هذا السوء والفساد، الذي تهوله وكأنه غدا ظاهرة في الدولة !! ولم نسمع ذلك إلا منك ، والعالم يشهد أن دولة الإمارات قد حازت مراتب عليا في الشفافية ومكافحة الفساد ، ولا أظن أن ذلك قد خَفي عليك وعلى من ناصرك ، ومن سلك منهج الإخوان في دولة الإمارات ، ومع هذا كله لم نر الإنصاف في الطرح ولا العدل في مواجهة من تخاصمه!!. أليس من الإفساد أن يكذب البعض كي ينصر منهجه ؟ أليس من الإجحاف أن لا يكون المرء منصفا ؟ أليس من الإرجاف أن يسعى من يناصركم بالتهجم على الدولة ؟ ومرة أخرى أن كان لكم حق يا محمد فخذه عن طريق قنواته الرسمية ، فنحن في دولة القانون .

وأخيرا:

إن ولاة الأمر في هذا الوطن يغبطنا عليهم الكثير ممن حولنا ، لما يرون من حب متبادل بين الشعب والقيادة ، قيادة لم تألُ جهدا في توفير الحياة الكريمة لهذا الشعب من لدن زايد الخير عليه من الله سحائب الرحمات ، إلى خليفة العطاء رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات حفظهم الله ، فيا أخ محمد ألم يأمر الدين الإسلامي أن نضع الأمور في نصابها ونخاطب ولاة الأمر بكل أدب واحترام ، وما بدر منك منذ دخول (تويتر) دل على مجانبتك ذلك تماما ! أليس هذا من دين الله الذي يأمرنا أن نكرم كرماء القوم وننزلهم منازلهم في الخطاب ؟ وإن كنت قد غيرت أسلوبك بعد ذلك بعد أن كنت قادحا أياما وما دحا في أيام أخر !! وهو أمر محمود لك أن تعود للصواب في الخطاب مع ولاة الأمر، ونرجو ألا تعود لذلك مستقبلا، لأننا نحب ولاة أمورنا لما رأيناه منهم ، حبا ليس خلفه المصالح كما تتهموننا بها ، بل هي وطنية صادقة نستمدها من حبنا لهذه الأرض وقائدها ولنا في ذلك سند شرعي وآخر عقلي . يا أخ محمد كيف تريد لمن يسمعك وهو خصمك بأن تخاطبه بالحب والود ابتداءً ، فتقول : أخي الحبيب ، وأحبتي في جهاز الأمن و أحبتي …. الخ ، ثم ما تلبث حتى ترميهم بالفساد والإفساد والدعاء عليهم بالويل والثبور !!، لا أدري ما أقول على هذا الإنقلاب في الخطاب ! لعلك تُجلي لنا ذلك . يا أخ محمد إن تهديدك بإنشاء قناة فضائية حال إخراجك من الدولة والذي أخذته من تغريدة أحدهم من (تويتر) لا ينبيء بما عندك من تؤدة وتأني في الأمور ، ويظهرُ كم هو التخبط المحيط بك ممن يؤزونك أزًا لهذه الأقوال ، وأرجو أن تتسع نظرتك للأمور بعين العقل لا بعين العاطفة والتهييج ، وهذا – وللأسف – يظهر مدى ما يكنه صدر من سيسلك هذا الطريق تجاه دولة الإمارات حكومة وشعبا . فالأولى بك والأجدر أن تعود لرشدك ، وأن لا تنتصر للفتنة وأهلها ، وألا تأخذك الحمية لفكرك فتنتصر به على الوطن ، فنحن في دولة العدل والتسامح ، تسامحٌ صادق لمن سلك مسلك التسامح ، أما من اختار غير ذلك فالشعب بأكمله سيميز بين الخبيث والطيب ، فأرجو أن تـُهدى للحق ولا تكون من الصنف الأول .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق