الثلاثاء، 14 فبراير 2012

كم تمنى غيركم كالإمارات وطنا يا أصحاب الفتن

إن المتتبع للوضع العربي منذ بداية هذا العام ، ليرى أن الثورات التي قامت في بعض الدول العربية لا يعرف لها قرار ولا استقرار ، فأصبح الإنسان في بعض الدول يثور ويخرج عن سيطرة نفسه على نفسه ، وكأن الأمر عرف سائد فكل مطلب لن ينال إلا بالتظاهر وصراخ الحناجر مهما كبر أو صغر ، وفي خضم هذا الغضب الجامح سمعنا وشاهدنا وقرأنا سؤالا مشروعا ومثلا سائرا على ألسنة الثوار العرب في أوطانهم ( أنظروا إلى الإمارات ماذا قدمت لشعبها ) ، ( نريد لبلدنا أن تكون مثل الإمارات ) ، وبالطبع فهذا الثائر العربي يضرب بالإمارات مثلا ويرمي بذلك إلى التردي السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمواطن في دولته وما ألم بها !
وهنا يرد على الأذهان الواعية سؤال: لماذا تضربُ الأمثال بالإمارات …؟
ما سأقوله يعيه كل من عاش على أرض الإمارات ، مواطنا كان أم مقيما ، ولا أظن منصفا ينكر ذلك .
فمن لدن الشيخ زايد رحمه الله إلى يومنا هذا ونحن نرى أن قيادة الدولة، قد جعلت المواطن نصب أعينها ، فهاهي الصحف تزخر بمشاركات حكام الإمارات لمواطنيهم في أفراحهم وأتراحهم ، فهم بجانب المواطن ويتفقدون أحواله بأنفسهم ويقفون على شؤونه ، وهذا ما يفتقده الكثير من الدول ، وتنعم به دولة الإمارات ولله الحمد ، فكان المواطن الإماراتي قريبا من أصحاب القرار علموا بحقوقه ، وعلم هو بواجباته .
وهذا القرب والتواصل ومتابعة شؤون الشعب من قبل قيادات الدولة نراه رأي العين متمثلا في نيل هذا الشعب حقوقه ، فلا تكاد تمر أشهر قليلة إلا وترى المنح والأراضي والمنازل السكنية تملأ الصحف بأسماء مستحقيها في كل إمارات الدولة، وترى التعليمات بتعيين المواطنين ألوفا مؤلفة ،ونحن نعلم علم اليقين أن ما يقدمه ولاة الأمر لهذا الشعب من حقوق لن تجد له مثيلا على وجه البسيطة ، ناهيك عن توفير الحياة الكريمة لكل من حل بهذه الأرض الطيبة ،ولو ذهبنا نسترسل في هذا الشأن لطال بنا المقام .
فكل مواطن أو مقيم على هذه الأرض ليرى ذلك التطور المبهر الذي اعترى الدولة في جميع مناحيها ، مما انعكس إيجابا على حياة يسيرة وكريمة للمواطن والمقيم على هذه الأرض ، حتى تبوأت دولة الإمارات مراتب علياخليجيا وعربيا و عالميا في سهولة تقديم الخدمات وسرعتها ،وطال هذا التطور حتى عم جميع مرافق الدولة، فإن من يغيب عن الإمارات أشهرا معدودة ثم يعود… ليلحظ ذلك الفرق الجلي في نمو هذا البلد وتطوره .
ومما لا شك فيه أن دولة الإمارات غدت مثالا يتغنى به الناس في شتى بقاع الأرض ، لإصرار القيادة الرشيدة على توفير الحياة الكريمة لأبناء هذا الوطن ، ونحن نعلم بإذن الله أن القادم أفضل وأعظم .
ونحن نرى أن تصريحات رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله ، تدور جميعها حول الارتقاء بالوطن والسعي الحثيث من القيادة لتجسيد تلك الرؤى على أرض الواقع ، ويراها كل مواطن رأي العين ، لهو خير دليل على تعلق هذا الشعب بقيادته الواعية التي ما فتأت ترسم له طرق الرقي بين الأمم وتعينه على ذلك .فعندما يرى المواطن نائب رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله قد افترش الأرض كي يسأل عن حال مواطن من أبناء وطنه وحاجته كي يلبيها ، أو عندما يرى المواطن أن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي حفظه الله يسأل عن حاجات أبناء الوطن، أو يراه توقف على قارعة الطريق عندما هزه بكاء صغيرة قد ضلت طريقها لأهلها ، فيقعد بجانبها ويهديء من روعها حتى تعود لأحضان ذويها، فأي شعور ينتاب أبناء الإمارات بعد ذلك ،غير الاعتزاز وصدق الولاء بهذه القيادة .
عندما يرسم العظماء الطريق وينار بحب الوطن والسعي برُقيه ، لا تملك القلوب الوطنية الصادقة إلا أن تظهر مظاهر الولاء والانتماء في زمن بغت فيه العقول وتنكرت فيه النفوس ! عندها نحن أبناء الإمارات نقول بكل عزة : هذه هي الإمارات وهؤلاء هم حكامنا، فنحن نعيش في ظل دولة قامت على الحب والخير والعدل ،ووهبت بنعم عظمية من أجلها نعمت الأمن والأمان والاستقرار ، ونحن نعلم يقينا أن الكثير من الدول لا تجاري الإمارات في كل ما ذكرنا مجتمعة .
ولست هنا لأعدد الفضائل التي يَنعم بها أبناء الوطن ، ولا حرص القيادة الرشيدة على حقوق المواطن وتماسك الشعب فحسب ، وهذا لا ينكره من نظر للأمور بعين الإنصاف ، ولكن ما أريد أن أبينه هو ما هي واجباتنا نحن أبناء الإمارات تجاه هذا الوطن وقيادته ؟.
عندما نشاهد ما ألم بكثير من الدول ، ونرى اللقاءات المتلفزة عن أسباب تلك الثورات لا يملك الإماراتي الصادق في ولائه وانتمائه إلا أن يرفع يده إلى السماء قائلا اللهم لك الحمد على أن أنعمت علينا بهذه النعم وهذه القيادة ، اللهم أحفظ بلادنا وقادتنا .
إن محاولات البعض اليائسة من التقليل من هذه النعم وإنجازات القيادة ،ووصف كل من يذكرها بأنهم كالقطعان جاءت لهذه الدنيا كي تأكل فقط ، وأن الحرية هي الغذاء الحقيقي للإنسان فلا حياة من غيرها !!
أقول في هذا المقام : إن هذا الصنف المعروف يدل على ما يحمل عقله من بضاعة مزجاة قد كسد سوقها ، بل لم يجد هؤلاء من أسباب واقعية يلهثون خلفها كي يطالبون بها كما فعل أصحاب الثورات ، وهي تلك الأسباب التي مست حياتهم ومستقبل أبنائهم ، أما في دولة الإمارات فهذه الأسباب رأيناها ونلناها منذ الصغر ، وقد هيأتها لنا قيادتنا فما أن اشتد عودنا إلا وهذه الحقوق قد أكتسبها أبناء الإمارات ،لذلك تجد من يخالفك الرأي لا يتطرق لهذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد ، فحجته داحضة ، فيمم وجهه تلقاء الحرية والمشاركة السياسية ، ويعلم هؤلاء القوم أن الدولة بفضل الله ثم بفضل هذه القيادة الرشيدة قد حققت من الانجازات والطموحات والرقي والتقدم لهذا الشعب الكريم في أربعين سنة فقط ! ما عجزت عنه دول لها تاريخ طويل وعمر مديد ، فدولتنا الوليدة هي اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، ونالت من التقدير والاحترام على انجازاتها الداخلية والخارجية ، ما جعلها مثالا يحتذى به .

إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة نلمس تلك الحرية ونعرفها كما نعرف آباءنا ، حرية مكفولة للجميع ولكنها تقف عندما تصطدم بالقوانين ، أو بحريات الآخرين ، هذا ما لا يريد أن يتطرق له من ينادي بالحرية .
أما عن المشاركة السياسية فيعلم الجميع أنها في تطور سنة بعد سنة لما فيه خير الوطن والمواطن ، فلو تحدث أحد قبل أربعين عاما عن طموحات عن هذه الدولة وقيادتها لما وصل فكره لما وصلت إليه دولتنا الفتية .
إننا نعلم لماذا تضرب الأمثال بالدولة ، فالدولة قيادة وشعبا وراء هذا الإنجاز ، فكل من حطت رحاله هنا أبهر بما وصلت إليه الدولة وبما يتمتع به مواطنوها ، ومن جاءها مغتربا عن وطنه وجدها وطنه الثاني فيتعلق بها لما وجد فيها من تقدير له من شعبها الذي اشتهر بالطيبة التي بلغت الآفاق ، وبالقيادة الحكيمة التي أعطت كل ذي حق حقه مواطنها كان ، أم عربيا ، أم مسلما ، أم صديقا .
لهذا وغيره تُضرب ببلادي الأمثال عند الثائرين وعند الساكنين …
فيا أبناء الوطن الغالي ، حري بكل مواطن أن يحافظ على هذا الإرث الذي تحلم به الشعوب ، وأن لا نجعل عقولنا كالوعاء الذي لا غطاء له يسكبُ فيه من شاء ما يشاء ، إن محاولات البعض التقليل من هذه المكتسبات يحتاج منا نحن أبناء الإمارات وقفة صادقة في وجه كل من يحاول المساس بهذا المجتمع المتماسك ، فالوطن أمانة في أعناق الجميع ، إن ولاءنا وانتماءنا لابد أن تصدقه جميع أعمالنا تجاه الوطن ، إن الوفاء عظيم ، وإن الدين لهذا الوطن كبير ، وإن الولاء مطلب عقلي وشرعي تعيه العقول الصافية التي لم تخالطها الشوائب لهذه القيادة التي يستحقها هذا الشعب الوفي .
وإن الوفاء منهج عظيم يجب أن نرسخه في كل نفس مواطنة ومقيمة على هذه الأرض فالإمارات والقيادة يستحقان الوفاء.
واعذر كل من ضرب بالإمارات مثلا … ولا أملك إلا أن أقول ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على موطني وعلى شعب الإمارات وقيادته .



منقول من مدونة الكــــاتــب الإماراتـــي – محمــد سيـــف United Arab Emirates- Mohamed Saif

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق