السبت، 18 فبراير 2012

قصة المؤامرة الكبرى – مؤامرة الإخوان المسلمين على دولة الإمارات العربية المتحدة ( الحلقة الثالثة )



لعلكم من خلال الحلقة الثانية :

اتضحت لكم كيفية عمل تنظيم الإخوان المسلمين في جمعية الإصلاح من خلال الخط العام وأهداف برامج وأنشطة هذا الخط ..

واتضحت لكم آلية العمل لإدخال المستهدف في الخط الخاص من خلال الحلقة التمهيدية التي يتم اختبار الشخص فيها بطريقة غير مباشرة ..

لكن السؤال الذي يطرح نفسه :

ماذا يحدث بعد الحلقة والخلية التمهيدية ؟

هذا ما سأعرفك عليه في هذه الحلقة فأقول :

إذا رأى أمير الحلقة صلاحية الشخص المنتظم في الحلقة التمهيدية لدخول التنظيم من خلال الاختبارات غير المباشرة التي أجريت له في الحلقة التمهيدية …

وبعد أخذ الضوء الأخضر من مسؤول المنطقة التي هو فيها ، لقبول هذا الشخص ..

يبدأ القائم على الحلقة بخطوة أخرى ، وهي إخباره بأنه سوف ينتقل إلى حلقة ( خلية) أخرى .

ماذا يحدث في هذه الخلية ؟

بعد انتقال الشخص إلى الخلية الثانية يصرح له ويوجه :

بأنه في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي إمامها حسن البنا …

وأن عليه السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر ليس للدولة وإنما للجماعة …

وأن عليه التزام لوائح وأنظمة التنظيم …

وأن عليه دفع نسبة من المال شهريا من راتبه (فقط للموظفين)

هذا للأسف ما يحصل …

ولو كانوا صادقين في إصلاحهم وليس لهم ارتباط بالتنظيم الخارجي لقاموا

بتوجيههم إلى :

خدمة البلد ومؤازة ولاة الأمر !

والمحافظة على مقدرات الدولة ومكتسباتها !!

والتزام بيعة رئيس الدولة والحذر من خيانة الدولة ورئيسها !!!

ولكن مآرب القوم الخفية تأبى عليهم ذلك .

وماذا بعد ذلك :

فإذا استمر المنتظم في هذه الخلية كلّف بأعمال وأنشطة خفيفة لدراسة مدى كفاءته ، مع حضور لقاءات مع بعض الخلايا في أماكن يختارها التنظيم ، ليتعرف من خلالها على بعض خلايا التنظيم ، ويغذى فيها وفق برامج خاصة ، فيربى على :

.. أن يسمع ويطيع للتنظيم وأن يكون انتماؤه للجماعة ..

…وأن يتقرب إلى الله بخدمة الجماعة في تنفيذ أوامرهم مهما كانت.. .

…الخ …

مفاجأة حصلت لي شخصيا :

المواقف والروايات للتائبين من هذا التنظيم كثيرة ولكنني أذكر موقفا عجيبا جعلني أستيقظ من غفلة شبهاتهم وهو :


بعد دخولي في هذه الخلايا وتكليفي ببعض الأعمال من قبلهم طلبوا مني أن أتجهز للمبيت ليلة خارج المنزل دون أن أعلم الوجهة .

فتجهزت فلمان كان الموعد المقرر ، ووصلنا للمكان المحدد ، وجدت أشخاصا لا أعرفهم …

..منهم من الإمارة التي أسكنها ومنهم من إمارات أخرى ، وبعضهم يكتفي بالكنية ولا يريد أن يفصح عن اسمه فاستغربت من ذلك .

ثم وُضعت من قبل قيادة الحضور برامج اللقاء والاجتماع وكان منها

توزيع الحضور إلى مجموعات وكتائب ، كل كتيبة لها اسم ومكان ،

وبدأت التحركات الليلية التي تضمنت الدخول في ظلمة الليل زحفا في

خنادق محفورة وهو ما يسمى عندهم بالمسير الليلي ، واختيار أماكن مناسبة للهجوم على الكتيبة الأخرى ،

وأماكن اختباء لرصد العدو ، وهجوم وكر وفر وأسر ….

فكأني صعقت بصاعقة لما رأيت ذلك …

…..لكنها صاعقة ….أيقظت ضميري ..وأحيت ولائي ومحبتي لوطني وبلدي …

…فقلت من المحال أن يكون هؤلاء على خير وعلى ديانة صحيحة ..

… فقرأت كتبهم ..وسبرت أحوالهم ..

…فوجدت ما يزيل عجبي لما عرفت تنظيماتهم الداخلية والخارجية..

… وتتبعت أحوالهم حتى خبرتهم وخبرت برامجهم وخططهم ….

وهكذا إخواني تعددت الخلايا التنظيمية في الدولة التي أصبح ولاؤها وبيعتها وتقديسها لهذا التنظيم فهم من جلدتنا وأرحامنا لكنهم حقيقة أبناء تنظيم آخر معاد لدولتنا ومقدراتنا ومكتسباتنا باسم ديننا .

وهكذا إخواني وأخواتي قوي التنظيم شيئا فشيئا ، واشتد عوده ، وكبرهؤلاء الطلاب والطالبات في هذه الخلايا ، فتوجهوا إلى الأعمال والوظائف وقصدوا مؤسسات دولتهم لكنهم ليسوا بروح خدمة البلد وولاة الأمر وإنما بروح ونفسية نشر مبادئ التنظيم وتحقيق الولاء له وبسط نفوذه في مؤسسات الدولة ليحققوا المؤامرة الكبرى المنشودة .

ومع هذه الجاهزية التي لابأس بها في نظر التنظيم توافقت جاهزية وزارتين لاستقطاب هؤلاء فوزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية بيدهم ، ولهذا كان تركيزهم في بداية الأمر على :

1- وزارة التربية والتعليم :

فهيئت لهم الأماكن وفتحت لهم الثغرات في الوزارة ، فدخل بعضهم في لجان تأليف كتب الوزارة ، وبعضهم ، في الإدارات المدرسية والمناطق التعليمية ، وآخرون أصبحوا مدرسين ، وبذلك اكتملت المنظومة للسيطرة الإخوانية في وزارة التربية والتعليم ابتداء بالوزير والمناهج والإدارات المدرسية والمدرسين .

فبدل أن يخدموا الدولة التي ربتهم وعلمتهم وأحسنت فيهم الظن ..

وبدل أن يضعوا مناهج تصب في مصلحة الدين الإسلامي الصحيح وفي مصلحة الدولة …

وبدل أن يربوا الطلاب والطالبات على المحافظة على مكتسبات دولتنا ومقدراتها ….

نجد أنهم سخروا هذه المناهج لخدمة مصالح التنظيم فكان مما غرسوه في صلب التربية الإسلامية جواز إزالة الحاكم المسلم إذا وقع في الظلم ليحققوا هدفا استراتيجيا يصب في مصلحة المؤامرة الكبرى المنشودة للجماعة …

ووجدنا أنهم سخروا أنفسهم مستغلين مهنة التعليم هذه المهنة العظيمة ذات الرسالة الحضارية الشريفة ، لخدمة أهداف ورؤية تنظيم الإخوان المسلمين ، وذلك من خلال التدريس الموجه الذي

يلوي عنق أدلة الكتاب والسنة لمصالح التنظيم وأهدافه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى جعلوا مقصدهم الأسمى ، وهدفهم الأكبر في التدريس ، ربط الطلاب والطالبات في برامج جمعية الإصلاح ، فمن يحضر من الطلاب والطالبات للجمعية وأنشطتها فهو المميز الذي يستحق الدرجات المميزة ، ومقصدهم من ذلك أن تزداد أكثر فرصة الحصول لدى الجماعة على الشخصيات المؤهلة لدخول التنظيم .

2- وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف :

حيث دخلوا في بعض إداراتها ، وسيطروا على برامجها الوعظية فجندوا أنفسهم على خدمة أهداف الجماعة ومقاصدها ، من خلال المحاضرات والخطب الرنانة فتوزعت أدوارهم وقويت سيطرتهم على الشؤون الإسلامية حتى أصبح قرار الموافقة على الخطابة والوعظ بأيديهم فبدأوا يستقطبون المحاضرين بانتقاء بما يخدم أهدافهم ، وامتطوا المنابر التى كانوا يركزون فيها على الجوانب السياسية بدل العلمية من أجل تهييج الناس على الدولة ، وتربيتهم على النظرة غير المنضبطة تجاه المعاصي ، مما أدى إلى تفسيرات وقناعات فاسدة ، في المجتمع، بأن الدولة ومؤسساتها تحارب الإسلام ، فهم فقط حماة الإسلام المخلصون .

وهكذا استمروا في تسخير جهودهم في هاتين الوزارتين ، منذ نشأة الدولة إلى أوائل آخر التسعينات وبداية الألفين ميلادية حيث وفق الله ولاة الأمر والمسؤولين ، لكشف حقيقة هؤلاء ومؤامراتهم الخفية ،

فأبعدوهم عن هاتين الوزارتين ، إبعادا هينا يجسد لنا يا إخواني رحمة شيوخنا وولاة أمرنا بهم وبالمواطن مهما أخطأ ، فلم يفصلوهم ولم يقطعوا رواتبهم وإنما إبعاد هين رحيم عن هاتين المهنتين الشريفتين اللتين لا يستحقونها دون إلحاق أي أذى بهم لكن هؤلاء لا يقدّرون ولا يحترمون ، بل يعتبرون أنفسهم بأنهم مناضلون مصلحون ، والحقيقة أنهم مفسدون .

نتوقف في هذه الحلقة إلى هنا ، وتبقى تساؤلات أخرى .

هل كانت التنظيم مكتفيا بهذه الأعمال فقط ؟

أم أن هناك أعمالا أخرى يقوم بها التنظيم ؟

وما هي تلكم الأعمال والبرامج ؟

وما هو الهدف منها ؟

هذا ما سأشرحه لكم في الحلقة الرابعة إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق