الأحد، 5 مايو 2013

العالم العابد الزاهد الورع الذي حذر منه #السلف ( الحسن بن صالح)

العالم العابد الزاهد
الورع الذي حذر منه السلف
( الحسن بن صالح)

الحسن بن صالح هو: الحسن بن صالح ابن حي الهمداني، توفي سنة 169 هـ، عاصر جيلا عظيما من أئمة السلف في العلم والعبادة؛ كـ سفيان الثوري وغيره .

كان من رواة الأحاديث، وما أعظمها من منزلة! حتى قال عنه (أبو حاتم الرازي) المعروف بتشدده في الجرح والتعديل: "ثقة حافظ متقن"

من عجيب خشيته؛ أنه كان سريع التأثّر والبكاء؛ قال يحيى بن أبي بكير: "قلت له: صف لنا غَسل الميّت! فما قدر عليه مِن البكاء" .

ومن عجيب أمره؛ ظهور الخشوع على وجهه! قال أبو سليمان الداراني: ما رأيت أحدا الخوفُ والخشوع أظهر على وجهه؛ من الحسن بن صالح" .

ومن عجيب أمره؛ اتّصافه بالزهد والقناعة؛ حتى قال عن نفسه: "ربما أصبحتُ وما معي درهم! وكأنّ الدنيا قد حِيْزَتْ لي" .

وكان وَرِعاً! حتى لقد باع جارية؛ فقال لمن يريد شراءها: "إنها تنخّمت عندنا مرةً؛ دماً" خوفا من أن يكون بها مرض فيغش المشتري

وكان شديد الخوف من عذاب الله؛ حتى لقد قرأ "لا يحزنهم الفزع الأكبر"؛ فتأثر تأثراً شديداً حتى قيل: "كان وجهه يخضرّ ويصفرّ"

وكان كثير التدبر للقرآن؛ حتى إنه قام ليلة بسورة النبأ "عم يتساءلون"؛ فغشي عليه! حتى طلع عليه الفجر ولم يختم السورة .

وكان يقوم الليل؛ فكان يقسم الليل بينه وبين أمه وبين أخيه؛ فلما ماتت أمه قسمه بينه وبين أخيه، فلما مات أخوه قام الليل كله!

وكان بعيدا عن الدنيا شديد الحزن عن نفسه؛ قال أحمد بن يونس: جالسته عشرين سنة؛ مارأيته رفع رأسه إلى السماء! ولا ذكر الدنيا!

ومن أعظم التزكيات التي حصل عليها الحسن بن صالح؛ قول الإمام (أبي زرعة الرازي) عنه: "اجتمع فيه إتقانٌ وفقهٌ وعبادةُ وزهدُ"!

ومع جميع ما تقدم؛ إلا أن أئمة السلف في العلم والزهد؛ انقلبوا عليه، وبدّعوه، وحذّروا منه، ومنهم مَن ترك رواية أحاديثه! ..

حتى بلغ تشديد وتشنيع أئمة السلف عليه؛ أن قال عنه (أحمد بن يونس): "لو لم يُوْلَد الحسنُ بن صالح؛ لكان خيراً له"!

فما الذنب الذي وقع فيه الحسن بن صالح كي يتعامل معه أئمة السلف بهذه الطريقة؟! لدرجة تجاهل حسناته وإيجابياته! وعدم مجاملته!

ذنْبه أنه أجاز الخروج على ولي الأمر الظالم! وتأملوا؛ لم يخرج! ولم ينشر قوله! ولم يحث الناس على الخروج! وإنما كان مجرد رأي .

قال الذهبي "كان يرى الخروج على أمراء زمانه؛ لظلمهم وجورهم، ولكن ما قاتل أبدا"، وقال "هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة" .

وما كانوا يغترّون بخشوعه! قال أبو سعيد الأشج "سمعت ابن إدريس يقول: تبسّم سفيان الثوري؛ أحب إلينا من صَعْق الحسن بن صالح"!

يستفاد مما سبق: أن القول بالخروج على الحاكم الظالم؛ بدعة لا يُجَامَل قائلُها ولا يُسْكَتُ عنه مهما كان له من العلم والفضل .

وأن السلف كانوا يَزِنون الرجل بميزان اتّباع السنة؛ لا بميزان سعة العلم، ولا طول العبادة، ولا كثرة الخشوع، ولا شدة البكاء .

وأن الرجل قد يكون عالما؛ لكن تكون له بدعة واحدة (تخالف أصلا من أصول أهل السنة)؛ يَخرج بها من أهل السنة ويصير مبتدعا بسببها .

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق