الاثنين، 17 يونيو 2013

حتى لا تختلط الأوراق !! للدكتور صالح عبدالكريم


) حتى لا تختلط الأوراق !! )

إن الأحداث المتسارعة ، والوقائع المتتابعة ، والاخبار المتغايرة ،في هذه الأيام الملتهبة ، والساعات الحرجة ؛ أحدثت صدعا في الأفكار ، وخلطا في الاخبار!

لقد كثرت التحليلات ، وخاض الناس في أدق السياسات ، وزادت التخرصات؛ فأحببت أن أكتب هذه الوقفات ، لعلها تكون وقاية من الفتن المهلكات .

الوقفة الأولى : الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ ينبغي علينا أن نعرض الأقوال والأفعال والمواقف والرجال على هذا الميزان العظيم ، " فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " فما وافق الكتاب والسنة أخذناه ، وما خالفهما رددناه.

الوقفة الثانية : ضرورة احترام التخصص ؛ فالمسائل الشرعية يرجع فيها إلى العلماء الربانيين الراسخين ، والمسائل السياسية يخوض فيها ولاة الأمر والساسة ومن وكل إليه هذا الجانب ، ولو وقف كل واحد عند تخصصه لقل الشطط .

الوقفة الثالثة : أهمية التمييز بين العلماء الكبار وبين غيرهم من طلاب العلم والقراء والمثقفين ، فليس كل واعظ عالم ، وليس كل قارئ للقرآن عالم ،وليس كل من تكلم في الدين عبر وسائل الإعلام عالم ؛ لقد حصل خلط كبير في هذا الباب، فاحرص على معرفة العلماء الناصحين الصادقين الحريصين ، واحذر من أشباه العلماء الذين يتاجرون بالدين وقضايا الأمة .

الوقفة الرابعة : النوازل العظيمة وقضايا الأمة كإيجاب الجهاد والنفير العام مرجعه العلماء الكبار ، لأنها من المسائل المصيرية ، والفتاوى الدقيقة ؛ فتحتاج لمشاورة ولاة الأمر ، وتقدير المصالح ، والنظر في القدرة ،وانطباق الشروط ، والتواصل مع قيادات الجهاد في الميدان ، ولا يصلح بحال انفراد طائفة بهذه المسائل أبدا ، " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِالْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ."

الوقفة الخامسة : الاستبشار بنصر الله ، وظهور الإسلام ، فإن هذا الوعد لن يتخلف ، ولكن له شروطه ، فالمستقبل للإسلام والتمكين لأهله إن أخذوا بالأسباب ؛ " الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُواالصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " ، فلا يصيبنكم اليأس مما يحدث في سوريا وغيره ، فالفرج قريب بإذن الله .

الوقفة السادسة : التثبت التثبت ، فالاخبار كثيرة ، والنقولات غريبة ، وأجهزة الاتصال وشبكات التواصل تجعل من النقطة بحرا ، فلا تكن إذاعيا نقالا ، بل تثبت ولا تكن ممن ينشر الشائعات ، ستأتيك الاخبار من كل مكان فلا تقبل إلا من المصادر الرسمية الموثوقة ، وخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم : "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ."

الوقفة السابعة : لا تسلم قلبك ومالك للحماسات والعواطف ، ستجد من يجمع المال باسم الجهاد فلا تستعجل ، ولا تنفق مالك إلا للجهات الرسمية والموثوقة، ولا تجعل قلبك ألعوبة بيد من يسعى لنصرة حزبه ، ويتصنع البطولة ، ويظهر البكاء ،واحذر من الكلمات الرنانة ، والفتاوى الخداعة.

الوقفة الثامنة : حصول النتيجة لا تعني سلامة الطريقة ، كل مؤمن يتمنى سقوط نظام طاغية الشام المجرم وطواغيت الرفض ، ولكن لا يعني هذا أن كل من قاتل ضد نظامه سليم الطريقة وإن حصل به النكاية بالعدو ؛ فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وفي صفوف المعارضة البعثي والعلماني والتكفيري ؛ حتى قال بعضهم : إن انتهينا من الشام والعراق فالوجهة الثانية هي الخليج!!

وفي الختام أسأل الله بقوته وعزته أن يعجل بنصر الموحدين في بلاد الشام ، وسقوط المجرمين الغاشمين .
كتبه / د . صالح عبدالكريم .
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق