الأحد، 16 يونيو 2013

ماهو الدليل على تحريم التقليد (التمذهب) ؟ الإمام الألباني رحمه الله

وجه سؤال إلى الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ مانصه :

ماهو الدليل على تحريم التقليد ؟ .

الجواب : لا أعلم دليلاً على تحريم التقليد ، بل التقليد لا بد منه ، لمن لا علم عنده . وقد قال الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ( النحل : 42) ، فهذه الآية جعلت المسلمين من حيث العلم قسمين :

* عالم ، وأوجب عليه أن يجيب السائل .

* غير عالم وأوجب عليه أن يسأل العالم .

* فلو أن رجلاً من عامة الناس ، جاء لعالم فسأله ، فأجابه العالم ، فقد طبق هذا الرجل هذه الآية .

* ولعل المقصود هو غير ماذكر في السؤال وهو تحريم التمذهب ، وهو أن يأخذ دينه من أحد المذاهب المتبعة ، ثم لا ليلتفت إطلاقاً إلى المذاهب الأخرى وأقوال الأئمة ، فهذا التدين بالتمذهب هو الذي لا يجوز ؛ لأنه خلاف أدلة الكتاب والسنة .

* وأهل العلم يقسمون الناس إلى ثلاثة أقسام :

* مجتهد .

* متبع ـ أي : على بصيرة ـ .

* مقلد ، وهذا شأن عامة الناس .

* إذا لا نستطيع أن نقول إن التقليد حرام ، إلا إذا جُعل التقليد ديناً . أما مطلق التقليد فلا يجوز تحريمه .

ووجه إليه ( أي : الإمام الألباني ) في نفس الموضوع السؤال الآتي وهاك نصه :

متى يكون المسلم متبعاً ، ومتى يكون مقلداً ، وما الفرق بين الاتباع والتقليد ؟

الجواب : الأصل في كل مسلم أن يكون كما قال تعالى : ( قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن ) (يوسف : 108) .

فلا شك أن التقليد ليس علماً ، والمقلد لا يكون على بصيرة من دينه .

فلذي يجعل ديدنه أن يقلد ويمشي على غير بصيرة ، فهذا ليس من الإسلام في شيء ، فلا يجوز للمسلم ـ أيا كان ـ أن يتدين بالتقليد ، كما قال بعض الخلف : وواجب تقليد حبر منهم ، فهذا جعل التقليد لإمام من أئمة المسلمين أمراً واجباً .

فنحن نقول في التقليد كما قال الإمام الشافعي في القياس ، قال : القياس ضرورة لا يصار إليه إلا حينما يفقد الدليل من الكتاب والسنة أو إجماع الأمة .

فنقول إن التقليد لا يجوز إتخاذه ديناً ، ولكنه ضرورة ، فمن لم يتمكن من عامة المسلمين أو طلاب العلم أن يعرف المسألة بدليلها من الكتاب والسنة ليكون متبعاً وعلى بصيرة من دينه ، فهناك يقال : الضرورات تبيح المحظورات ، فيجب التقليد لمن هو أعلم منه .

أما أن يجعل التقليد ديناً ، فينصرف بذلك أولاً عن مرتبة الاتباع الذي هو معرفة المسألة بدليلها من الكتاب والسنة ، فضلاً عن مرتبة الجتهاد التي هي أعلى مراتب البصيرة في الدين ، فهذا لا يجوز في دين الله .

فالفرق إذن بين التقليد والاتباع كالفرق بين البصير والأعمى .
----
السؤال
نقل الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن الشيخ الإسلام أنه قال :

"إن التقليد بمنزلة أكل الميتة فإذا استطاع أن يستخرج الدليل بنفسه فلا يحل له التقليد "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق